بسبب الضغوط المالية إثر تدهور الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، اتجه عدد من المقيمين في قطر للحصول على الأموال بطرق ملتوية، في ظل تجاهل السلطات لأوضاعهم الاقتصادية ومعاناتهم الضخمة التي طالما طالبوا بتغييرها، وهو ما كشفته قوات الأمن لتحاول تزييف الأمر وتحويله لانتصار غير حقيقي لها.
وتمثل ذلك فيما أعلنته منذ ساعات، السلطات القطرية بقيامها باعتقالات على خلفية بيع منتجات مقلّدة مرتبطة بكأس العالم لكرة القدم 2022، عقب جولة تقديم الكأس التي جذبت آلاف الأشخاص على مدى أيام عدة في البلاد، حيث توافد العمال الوافدون لإلقاء نظرة على كأس البطولة، بينما لم يتمكن أغلبهم من رؤية المكان نفسه.
وقالت وزارة الداخلية في بيان: إن شرطة مكافحة الجرائم الإلكترونية في الدولة الخليجية اعتقلت خمسة أشخاص، مضيفة: “بتهمة الترويج لبيع ملابس تحمل شعار كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 دون الحصول على موافقة مسبقة من الفيفا”.
وسبق أن داهمت السلطات، في ديسمبر الماضي، مصنعا للعطور كان من المقرر وضعه في زجاجات تحمل شعار كأس العالم ، دون اعتقال أي شخص، إذ لا يوجد عطر رسمي، وبالتالي ، فإن الاعتقالات التي أُعلن عنها يوم أمس الثلاثاء هي الأولى التي يتم الإعلان عنها فيما يتعلق بتزوير مباريات كأس العالم في قطر، وفقا لموقع “المونيتور”.
وبناءً على معلومات حول حساب على وسائل التواصل الاجتماعي يبيع قمصانًا وقبعات تحمل رمز كأس العالم ، صادرت الشرطة تلك الأشياء، وأضاف البيان أن المشتبه بهم الذين لم يكشف عن أسمائهم “اعترفوا بالتهم الموجهة إليهم عند تقديم الأدلة” ، وسيتم إحالتهم إلى النيابة.
أرسل FIFA “تذكيرًا وديًا” في رسائل نصية هاتفية إلى أرقام قطرية لردع الاستخدام غير القانوني لشعار البطولة وكأس العالم، بينما تم طرح البضائع المعتمدة للبيع في المتاجر، ولكن المقلدة الرخيصة متوفرة في أسواق الشوارع وعلى الإنترنت.
وأشار “المونيتور” إلى أنه في هذه الأثناء ، خرج الآلاف من العمال المهاجرين الذين تم توظيف العديد منهم لبناء الملاعب والبنية التحتية ذات الصلة، مرة أخرى في اليوم الأخير من جولة استمرت خمسة أيام شهدت عرض كأس العالم في البلد المضيف، لكن تم إبعاد الكثير منهم قبل أن يتمكنوا من التقاط صورة سيلفي مع ستة كيلوغرامات من الذهب المحفوظة داخل علبة زجاجية معززة.
وقالت إليزابيث أوتشينج ، موظفة مكتب كينية: إنها اصطفت في طابور لمدة ثلاث ساعات في أحد أحياء الدوحة يوم الاثنين ولم تتمكن من الاقتراب من الكأس، مضيفة: “الليلة كنت عاشر (شخص) عاد من الكأس عندما أغلقت”، “إنه أمر مخيب للآمال للغاية”.
ويتزامن ذلك مع إظهار البيانات الرسمية لأزمة اقتصادية واضحة في قطر، تنامت خلال العام الجاري، إذ سجل الرقم القياسي للإنتاج الصناعي في الدوحة لشهر فبراير الماضي تراجعا بنسبة 20.2 بالمائة مقارنة بشهر يناير 2022؛ إذ سجل 88.3 نقطة، كما انهار بنسبة 11.1 بالمائة على أساس سنوي مقارنة مع شهر فبراير من عام 2021.
كما انخفضت موجودات مصرف قطر المركزي في مارس الماضي بنسبة 2.5% على أساس شهري إلى نحو 271 مليار ريال؛ إذ أظهرت بيانات مصرف قطر المركزي الشهر الماضي تراجع قيمة الاستثمار في سندات وأذونات الخزينة الأجنبية بنسبة 1.4% إلى 121 مليار ريال، إضافة إلى انخفاض الأرصدة لدى البنوك المحلية بنسبة 8% إلى 74 مليار ريال.
فيما سجلت القاعدة النقدية في قطر خلال شهر مارس الماضي هبوطا بنسبة 6.3% على أساس شهري إلى 102.6 مليار ريال وفق بيانات مصرف قطر المركزي، وشهدت النقود الاحتياطية لدى المصرف المركزي القطري الشهر الماضي تأثرا واضحا بتراجع الاحتياطي الإلزامي إلى 43.6 مليار ريال، فضلا عن انخفاض “أرصدة أخرى” والتي تمثل آلية سوق النقد بين البنك المركزي والبنوك المحلية – بنسبة 30% إلى نحو 19.3 مليار ريال.
وأيضا، ارتفع مؤشر التضخم في قطر خلال شهر مارس 2022، بنسبة 4.42% على أساس سنوي؛ إذ ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين، وذلك وفق بيانات جهاز التخطيط والإحصاء القطري.