ما زالت أزمة العمال الأجانب بقطر، في تزايد مستمر، مع قرب انطلاق مباريات المونديال بنوفمبر ٢٠٢٢، إذ تسلط عليها الضوء يوميا الصحف والوكالات العالمية نظرا لمعاناة العمال في الدوحة بكل الأشكال، وآخرها عدم قدرتهم على رؤية الملاعب التي شيدوها، بصحتهم ودمائهم ما وصل لفقدان بعضهم لحياته بها.
وفي ظل الاستعدادات للمونديال، تمنى آلاف العمال المهاجرين في قطر، إلقاء نظرة على كأس العالم لكرة القدم المعروضة في الدوحة، إذ انتظر بعضهم نحو ساعتين لالتقاط صورة بجانب الكأس الذهبية الشهيرة، إذ ساهم كثير من هؤلاء العمال في بناء سبعة ملاعب جديدة من أصل ثمانية، بالإضافة إلى مرافق وبنى تحتية لاستضافة الحدث العالمي الكبير الذي يقام مرة واحدة في كل أربع سنوات. وتتهم جمعيات حقوقية قطر باستغلال العمال الأجانب، لا سيما أولئك العاملين في المنشآت والملاعب الخاصة بكأس العالم.
ووقف الآلاف من العمال المهاجرين في قطر، في طوابير طويلة، الجمعة، لمشاهدة كأس العالم لكرة القدم المعروضة في الدوحة، قبل أشهر من استضافة قطر للمونديال، إذ إن معظمهم لن يتمكن من مشاهدة مباريات المونديال، نظرا لارتفاع ثمنها، وفقا لتقرير وكالة “فرانس برس” العالمية.
وانتظر بعض هؤلاء العمال نحو ساعتين لالتقاط صورة سيلفي بجانب الكأس الذهبية الشهيرة التي ستمنح للفائز في 18 ديسمبر المقبل.
وأشارت الوكالة إلى أنه من جهة أخرى، تتهم جمعيات حقوقية قطر باستغلال العمال الأجانب، لا سيما أولئك العاملين في المنشآت والملاعب الخاصة بكأس العالم، في حين تنفي قطر باستمرار الاتهامات الموجهة إليها، وأعلنت إصلاحات عدة منذ اختيارها الجدلي في 2010 لتنظيم النهائيات.
وفي أحدث مرحلة من العرض النهائي في قطر قبل النهائيات التي تنطلق في 21 نوفمبر، وُضعت الكأس في موقف للسيارات بالقرب من استاد الكريكيت الرئيسي في الدوحة.
وأتيح لكل شخص نحو 15 ثانية لالتقاط صورة سريعة مع الكأس التي يحمل لقبها المنتخب الفرنسي منذ 2018 في روسيا.
وقال عزام راشد، وهو نجار عمل في ملعبين: إنه من ضمن العديد من العمال غير القادرين على شراء تذاكر، لكن الكأس أثارت فضولهم “التذاكر قد تكون باهظة الثمن، والطوابير طويلة، لكن رؤية الكأس تستحق العناء”.
وتبلغ قيمة بعض التذاكر 40 ريالا قطريا (11 دولارا أميركيا)، وتم تخصيصها لعدد المقيمين البالغ عددهم 2,8 مليون نسمة، معظمهم من العمال الأجانب.
وقال كثيرون: إن التذاكر الرخيصة قد اختفت وإن تكلفة تذاكر أخرى تفوق قدرة العمال الذين يتقاضون الحد الأدنى للأجور البالغ 275 دولارا شهريا.
ويأتي ذلك بعد يومين من تحليل نشرته وكالة أنباء “رويترز” في تقرير مطول لها من “درب لوسيل” بالدوحة، بعنوان “تحليل: قطر تسجل كمضيف لكأس العالم لكنها قد لا تحرز أهدافًا طويلة المدى”، إذ أكدت أن الدوحة لن تتمكن من تحقيق أهدافها على الإطلاق رغم بزخها الضخم.
وأنفقت قطر 230 مليار دولار تقريبا على مشروعات البنية التحتية في 11 عاما منذ فوزها باستضافة كأس العالم 2022، وهو ما يطرح تساؤلا ملحا بشأن هل يضمن هذا الإنفاق الضخم من عائدات الغاز لقطر تحقيق حلمها الاقتصادي فور انتهاء الحدث الذي يدوم نحو شهر؟ وفقا لوكالة “رويترز” العالمية.
وأكد المحللون والأكاديميون أنهم غير مقتنعين بأن إنفاق قطر الضخم من عائدات الغاز سيضمن لها تحقيق حلمها الاقتصادي فور انتهاء البطولة التي تستمر 28 يوما، إذ تواجه قطر منافسة ضارية من دول في المنطقة مثل السعودية والإمارات، اللتين توفران أسواقا أكثر رسوخا وتنويعا وأكبر جذبا للسياح، لكن هذا لم يثنِ الدولة الصغيرة عن إنفاق المال لتحقيق مكانة على الساحة الدولية.