مع قرب انطلاق مباريات المونديال، ما زالت تحتل الصدارة الانتهاكات القطرية لحقوق العمال الأجانب بشدة، إذ كانت هناك سلسلة من الانتقادات تجاه الحكومة القطرية بينما التزمت اللجنة المنظمة لكأس العالم بالصمت، على الرغم من استمرار الخسائر في أرواح العمال المكرسين لبناء الإستادات بسبب ظروف العمل السيئة.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية: إن “كأس العالم ملطخ بالدماء، فقد تُوفي أكثر من 6500 عامل أجنبي مهاجر وضعوا في تشييد الملاعب، لكن لا الحكومة القطرية ولا الفيفا يحققان أو يعيدان حقوقهم”.
ويقام مونديال قطر في منطقة الشرق الأوسط لأول مرة في الشتاء، على 8 ملاعب في 5 مدن متجاورة تتمركز في الدوحة، عمل بها حوالي 1.8 مليون أجنبي، من المناطق المجاورة مثل كينيا وبنغلاديش وسريلانكا والهند وباكستان وماليزيا ومسؤولون عن هذا المجال، ولكن سقط منهم أكثر من 6500 من القتلى بسبب بيئة العمل السيئة.
فيما أكدت صحيفة “تايمز هاب” أن ظروف العمل للعمال كانت مشينة، إذ: “يعمل العمال في الشمس الحارقة دون ماء، وقسط كبير من الراحة، وسرير مناسب”، على الرغم من أن الراتب الشهري لا يتجاوز 200 جنيه إسترليني.
وتابعت أن الحكومة القطرية ذكية ومتسقة، إذ إنها على علم بأنه لن يتم جمع أو الكشف عن أي بيانات منفصلة للحوادث التي تهدد الحياة والتي تحدث أثناء بناء الإستاد، ولا أحد يحاول معرفة موقف يتم فيه وضع عامل سليم اجتاز الفحص البدني في مكان الحادث ثم يفقد حياته أو حياتها فجأة.
وكان ذلك موضع انتقاد جمعيات حقوق الإنسان بالعالم، بينما تلتزم الحكومة القطرية واللجنة المنظمة للألعاب الصمت.
وأشارت “تايمز هاب” إلى أنه: “علينا أن نعرف أنه يتم التضحية بالعديد من الناس من أجل كرة القدم المفضلة لدينا، FIFA لديه 3 مليارات جنيه إسترليني لكل كأس عالم، وعلى الرغم من الأرباح المذكورة أعلاه ، فإن شرف المونديال مليء بدماء العمال”.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تُثار فيها قضية الاستغلال في العمل أثناء التحضير لمونديال قطر، إذ سبق أن قال الاتحاد الدولي لنقابات العمال (ITUC) في عام 2015 إن: “العمال الأجانب الذين يعملون في بناء ملاعب كأس العالم في قطر يعملون في بيئة معادية ويهددون حياتهم، وتجعل الأجور المنخفضة وانعدام الحساسية تجاه سلامة الشركات العمال يشعرون بالتهديد من جراء الإصابات والأمراض”.
وحينها، وعدت الحكومة القطرية بأن “أجور العمال، التي كانت عند مستوى 1.5 دولار للساعة، سترتفع بشكل كبير وستتحسن ظروف العمل” ، لكن لم تُجر تغييرات كبيرة منذ ذلك الحين، وتخاذلت قطر عن وعودها كعادتها.
