ذات صلة

جمع

رسائل النار.. كيف سيرد العالم على استهداف “الخوذ الزرقاء” في لبنان؟

في تصعيد ميداني وسياسي ينذر بانهيار كامل لقواعد الاشتباك...

موت إكلينيكي.. كيف مزقت الخلافات الداخلية ما تبقى من جثة الإخوان في 2025؟

يُسجل عام 2025 في كتب التاريخ الحديث بوصفه “عام السقوط الكبير” لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث لم يعد الحديث اليوم عن أزمة عابرة أو تراجع سياسي، بل عن حالة “موت إكلينيكي” أصابت مفاصل التنظيم الدولي الذي ظل لعقود يقدّم نفسه كإمبراطورية ظل عابرة للحدود.

وقالت مصادر: إن المشهد الراهن لا يعكس فقط فشلاً في مواجهة الأنظمة الوطنية، بل يكشف عن صراعات داخلية دموية “سياسيًا وتنظيميًا” مزقت ما تبقى من “جثة” الجماعة، وحولتها إلى شظايا متناثرة تتصارع على ما تبقى من فتات الشرعية والتمويل.

زلزال الانشقاقات

لم تكن الخلافات وليدة اللحظة، لكن عام 2025 شهد انفجار البركان الذي كان يغلي تحت السطح، انقسم التنظيم إلى جبهات متعددة “جبهة لندن، جبهة إسطنبول، وجبهة التغيير”، ولم يعد الصراع أيديولوجيًا بقدر ما أصبح صراعًا وجوديًا على موارد التنظيم المالية الضخمة.

ولقد أدى غياب “المرشد” الفعلي والجامع إلى ظهور “مراكز قوى” متصادمة، حيث اتهمت كل جبهة الأخرى بالخيانة والعمالة واختلاس أموال التبرعات، هذا التشرذم لم يضعف القدرة التنظيمية فحسب، بل أفقد الجماعة ثقة قواعدها الشبابية التي باتت ترى في “كهنة المعبد” مجرد مستثمرين في أوجاع الشعوب.

نهاية “السمع والطاعة”

ولسنوات طويلة، كان مبدأ “السمع والطاعة” هو المسمار الذي يثبت نعش حرية الرأي داخل الإخوان، إلا أن عام 2025 شهد كسر هذا الصنم، جيل الشباب، الذي تم الزج به في صراعات لا طائل منها، بدأ يسائل القيادات الهاربة في العواصم الأوروبية عن ثرواتهم الشخصية وحياة الرفاهية التي يعيشونها، بينما يواجه الشباب الضياع خلف القضبان أو في معسكرات اللجوء.

هذه الفجوة الجيلية تحولت إلى “تمرد تنظيمي“، حيث أعلن المئات من الكوادر الوسطى انشقاقهم وتأسيس كيانات مستقلة أو اعتزال العمل السياسي تمامًا، معلنين أن “النموذج الإخواني” بات عبئًا على الدين والوطن، وهو ما يمثل رصاصة الرحمة في قلب الهيكل التنظيمي الهرمي.

تجفيف الينابيع

ولطالما اعتمد الإخوان على “إمبراطورية مالية” معقدة تعتمد على شركات الأوفشور، وتجارة العقارات، وغسيل الأموال تحت ستار “العمل الخيري”. في عام 2025، وبفضل تنسيق أمني واستخباراتي دولي تقوده قوى إقليمية ودولية “خاصة مع تصنيف واشنطن للتنظيم كجماعة إرهابية”، تم تجفيف منابع التمويل بشكل غير مسبوق.

لقد أدى تجميد الأصول في بريطانيا وتركيا وبعض الدول الآسيوية إلى إصابة التنظيم بالشلل الرعاش. لم تعد الجماعة قادرة على دفع رواتب “المرتزقة الإعلاميين” أو تمويل منصات التحريض، مما أدى إلى إغلاق قنوات ومواقع إخبارية كانت لسنوات أبواقًا للفتنة، وبات البحث عن “لقمة العيش” هو الهاجس الأكبر لما تبقى من عناصرها في الخارج.

الضربة القاضية

على الصعيد الدولي، لم يعد الإخوان “الورقة الرابحة” في حسابات القوى العظمى. أدركت العواصم الغربية في عام 2025 أن دعم هذه الجماعات لا يجلب سوى عدم الاستقرار والنزاعات الأهلية.

لقد سقط القناع عن وجه الجماعة التي كانت تدعي الوسطية، لتظهر علاقاتها الوثيقة بتنظيمات إرهابية مثل “القاعدة” و”داعش” في بعض المناطق.

كما أن التحول في الموقف التركي والقطري، والتقارب الكبير في منطقة الشرق الأوسط نحو “تصفير الأزمات”، جعل من عناصر الإخوان “سلعة كاسدة” في سوق السياسة. تم ترحيل العشرات من القيادات، وفُرِضت قيود صارمة على تحركات الباقين، مما حولهم من “لاعبين إقليميين” إلى “لاجئين سياسيين” بلا تأثير.

الفشل الإعلامي وسقوط “ماكينة الأكاذيب”

في عام 2025، فقدت ماكينة الإخوان الإعلامية قدرتها على التأثير في الشارع. الوعي الشعبي المتزايد، خاصة في مصر ودول الخليج، كشف زيف الشعارات التي ترفعها الجماعة .

هذا الإفلاس الإعلامي ترافق مع ظهور منصات وطنية قوية نجحت في تفكيك خطاب الكراهية الإخواني بالحقائق والأرقام، مما جعل خطاب الجماعة يبدو “قديمًا ومملاً ومثيرًا للشفقة” في آن واحد.

واختتمت المصادر، أن حالة الموت الإكلينيكي التي يعيشها تنظيم الإخوان في 2025 هي النتيجة الطبيعية لعقود من التضليل والعمل السري المشبوه، لقد تمزقت الجماعة من الداخل قبل أن تضربها القوى الخارجية، لأنها بنيت على “باطل” وما بني على باطل فهو باطل.

اليوم، يلفظ التنظيم أنفاسه الأخيرة، مخلفًا وراءه دروسًا قاسية حول سقوط المشاريع التي تتخذ من الدين ستاراً لأهدافها السياسية الدنيئة.

ولقد انتصرت الدولة الوطنية، واستعاد الوعي العربي بوصلته، ولم يبقَ من الإخوان سوى ذكريات سوداء وتاريخ من الدماء، سيظل يذكره الأجيال كتحذير من الوقوع في فخ “تجار الدين”.