يتغلغل تنظيم الإخوان الدولي داخل المجتمعات الغربية، حيث انتشر أعضاء جماعة الإخوان خارج مصر واستقروا في عدد كبير من الدول الغربية ولم يقتصر الأمر على الإقامة فقط بل أصبحوا يعملون على نشر فكرهم داخل هذه المجتمعات.
وعمل هذا التنظيم تنظيمات أخرى لا تبدو دينية، ولكنها تقدم نفسها على أنها جمعيات مهنية وثقافية وتظهر بهيئة بعيدة تماماً عن السياسة، فتقدم نفسها بطريقة مختلفة عما تظهر عليه داخل مجتمعاتهم، حيث يعتبر الانضمام للجماعة الإرهابية جريمة ولكنه يتطلب أيضاً إثبات أدلة، وفي ألمانيا توجد أكبر منظمة للإخوان في أوروبا، ويترأسها سمير فلاح، وهو مجلس مسلمي ألمانيا الذي يحتوي على أفكار يوسف القرضاوي وسيد قطب.
ويعمل مكتب حماية الدستور في ألمانيا على مواجهة مخططات الإخوان حيث يجعل من الصعب على أي شخص يدعم الجماعة من المشاركة في الحوار الاجتماعي، كما تحكم السلطات الغربية على المنظمات المرتبطة بالجماعة مهنياً وسياسياً بناءً على شدة معتقداتها وممارستها تجاه الدستور.
وأبرز المراكز والجمعيات التي تنشط داخل ألمانيا، والتي لها صلة بتنظيم الإخوان، هو التجمع الإسلامي في ألمانيا الذي أسسه سعيد رمضان 1958 وترأسه سمير فلاح خلفا لإبراهيم الزيات، ويقع مقره في المركز الإسلامي في ميونيخ، والتجمع عضو في المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، وتضم منظمة “رؤيا” أكبر عدد من قيادات الإخوان، فيما وصل عدد الأعضاء إلى 40 ألفا، وتعتبر أكبر منظمة إخوانية متواجدة في ألمانيا.
أما في بريطانيا، وجدت أن جماعة الإخوان تمتلك 60 منظمة داخلها، من بينها منظمات خيرية ومؤسسات فكرية وقنوات تلفزيونية ومقرات لها، ومن أبرز هذه المنظمات، الرابطة الإسلامية في بريطانيا التي أسسها كمال الهلباوي عام 1997، وترأستها رغد التكريتي ذات الأصول العراقية، وتضم القائمة، أكبر منظمة إسلامية في المملكة المتحدة، وهو المجلس الإسلامي البريطاني الذي له صلات غير معلنة بجماعة الإخوان.
وبالنسبة للنمسا، يعد أنس الشقفة أحد أبرز قياديها وانتخب رئيسا للهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا، وتتألف الهيئة من 4 هيئات هي الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا وتخدم مقاطعات فيينا والنمسا المنخفضة وبورغنلاند، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في لينز، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في بريغنتنر، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في غراتس تخدم مقاطعات وشتايرمارك وكيرنتنو.
والجدير بالذكر أنه عند تقدم جمعيات نفسها أنها ثقافية تقوم الحكومات والمجتمعات على معرفة دافعها الديني وإثبات الادعاءات السياسية، حيث إنه من الصعب وجود إثبات في بعض الجمعيات على علاقتها بتنظيم الإخوان ولكن مع البحث يتم اكتشاف أن هذه الجمعيات جزء لا يتجزأ من الجماعة الأم.
فهناك جمعيات تخفي تطرفها تحت الشعارات الثقافية والإنسانية، ولكنها في النهاية تابعة للتنظيم، فيجب على السلطات أن تكون أكثر وعياً أن الجماعة لها جاذبية عالمية.
وتكشف دراسة أن علاقة الجمعيات بالتنظيم الإخواني هو الهجرة التي تنبع من بلد المنشأ حيث كانوا نشطاء هناك، ففي كثير من الحالات يكون الأب ناشطاً في الجماعة الإخوانية في بلده وحملت ذريته هذه الصلة معهم في المجتمعات الغربية.