في ظل أزمات السودان والاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، استغل تنظيم الإخوان الأحداث لصالحهم عبر إشعال الأوضاع وتأجيج الغضب الشعبي وزيادة الوقيعة، ولكن تلك الخطط الإرهابية كشف عنها واحد من أفراد الجماعة نفسها.
وهو الداعية السوداني مزمل فقيري الذي لم ينتظر كثيرا وسارع إلى عقد جلسة بثها عبر حسابه على فيسبوك، تحدث خلالها عن دور الإخوان في الفتنة بهذا البلد الإفريقي، قائلا إنه يملك وثائق تورط “الكيزان” -الاسم الذي يطلقه السودانيون على الإخوان- في الحرب والعودة للسلطة بقتل المواطنين وإشعال الفتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبلغة غاضبة وصادمة للسودانيين، أكد الداعية الإسلامي أن “الكيزان ليسوا مع الجيش ولا الدعم السريع، بل يُظهرون خلاف ما يبطنون وهذا هو النفاق”.
كما أزاح الستار عن وثائق تكشف الدور الإخواني في فتنة السودان، مؤكدا أن موقف قادتهم يحاول تصدير حالة من الحزن على حالة القتال بين الطرفين، لكنهم يؤكدون في الوقت نفسه أنه “ليس هناك خيار آخر”، وتابع: “أي أن الكيزان لا يرون حلا لأزمة بلادنا سوى الاقتتال وسفك الدماء بين الطرفين”.
ووصف هذه الوثائق الإخوانية بأنها “خطيرة جدا” وصادرة عن الإخوانجية، قائلا: “الكيزان لا يهمهم الجيش ولا الدعم السريع ولا حتى الشعب السوداني المسكين، بل همهم الحديث أنه لا صلاح في السودان إلا مع حكم الحركة الإسلامية وتطبيق المشروع الإسلامي فيه”.
وأشار الداعية السوداني مزمل فقيري إلى مصدر الوثائق قائلا: “هذا حديث الإخواني الخبيث الضال المُضل الضلالي أنس عمر”، متهما إياه بأنه أحد أسباب هذه الفتنة بعد أن أمضى شهر رمضان بين إفطار هنا وسحور هناك، محاولا نشر سموم الفتنة حتى بات مسؤولا عن دماء السودانيين سواء القتلى أو الجرحى.
واستند إلى فيديو مسجل للإخواني أنس عمر يقول فيه: “لا نجاة لأهل السودان.. ولا أمن وأمان لأهل السودان إلا بقيادة المشروع الإسلامي لهذا البلد”.
وفي تعقيبه على حديث أنس عمر عن أن الأمن والأمان للسودان سيكون من الإخوان، شن فقيري هجوما عنيفا على القيادي الإخواني، قائلا: “أنت ساقط عقيدة يا من لم تقرأ دينا ولا إيمانا.. الأمن من الله”، وأكد “الكيزان في الحقيقة ليسوا واقفين مع هؤلاء أو هؤلاء”.
وتأسست الحركة الإسلامية السياسية، ذراع الإخوان في السودان، بشكل غير رسمي عام 1949، إلا أن نشأتها الرسمية فكانت في عام 1954، وترفع شعار (المصحف والسيف)، وقد غيرت الحركة الإسلامية اسمها عدة مرات بين جبهة الميثاق الإسلامي، والإخوان المسلمون، والجبهة الإسلامية القومية، وشاركت عام 1989 في انقلاب عسكري بتحالف مع العقيد آنذاك عمر البشير.
وفي عام 1991، أسست الحركة الإسلامية السياسية حزب المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي، ثم في 1999 انشقت إلى حزبي “المؤتمر الوطني” بقيادة البشير و”المؤتمر الشعبي” بزعامة حسن الترابي، قبل الإطاحة بها في ثورة 2019.
ومنذ 15 أبريل الجاري، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد يوم السبت في العاصمة وأماكن أخرى في الدولة الإفريقية، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع.
وقال الجيش السوداني إن القتال اندلع بعد أن حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواته في الجزء الجنوبي من العاصمة، متهمة الجماعة بمحاولة السيطرة على مواقع إستراتيجية في الخرطوم، بما في ذلك القصر.
من ناحيتها، اتهمت قوات الدعم السريع، في سلسلة من البيانات، الجيش بمهاجمة قواتها في إحدى قواعدها بجنوب الخرطوم. وزعمت أنها استولت على مطار المدينة و”سيطرَتْ بالكامل” على القصر الجمهوري بالخرطوم، مقر رئاسة البلاد، وجاءت الاشتباكات مع تصاعُد التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تأخير توقيع اتفاق مدعوم دوليا مع الأحزاب السياسية لإحياء التحول الديمقراطي في البلاد.