شهدت السودان اليوم أحداثا متواترة ونزاعات جديدة رغم الهدنة الأميركية المعلنة؛ إذ اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع حول منطقتي الكدرو والحلفاية بالخرطوم بحري.
فيما حذرت منظمة الصحة من “خطر بيولوجي كبير” في السودان، وقالت الأمم المتحدة: إن 270 ألف شخص قد يفرون من السودان إلى تشاد وجنوب السودان، وكشفت منظمة الصحة العالمية أن النزاع الدائرَ أسفر حتى الآن عن 4072 إصابة بالإضافة إلى 459 حالة وفاة.
وحذر الجيش السوداني من خرق قواتِ الدعم السريع للهدنة، وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبدالله: إن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي في تلك الحالة.
وأضاف الناطق باسم القوات المسلحة السودانية: أن قوات الدعم السريع استولت على عدد من المقار الحكومية، مشيرا إلى أن الأوضاع داخل العاصمة السودانية “هادئة” رغم تحركات الدعم السريع الأخيرة.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع استولت على عدد من المقار الحكومية، موضحا أن الأوضاع داخل العاصمة السودانية “هادئة” رغم تحركات الدعم السريع.
وحذر الناطق باسم القوات المسلحة السودانية من أن الجيش سيرد على أي انتهاك من قوات الدعم السريع للهدنة الأخيرة، مضيفا أن قناصة الدعم السريع يواصلون إطلاق النار بعد أن استولت على عدد من المقار الحكومية.
وشدد على أن الجيش سيرد على أي انتهاك من قوات الدعم السريع للهدنة، وأن قوات الدعم السريع مسؤولة عن عمليات النهب والسرقة وهي المسؤولة عن اقتحام السجون، مشيرا إلى أنه “ليست لدينا معلومات مفصلة عن مصير الرئيس السابق عمر البشير”.
وجاءت تصريحات الناطق باسم القوات المسلحة السودانية بعد ساعات قليلة من اتهام قوات الدعم السريع للجيش بعدم الالتزام بشروط الهدنة.
وذكرت قوات الدعم السريع، اليوم الثلاثاء، في بيانها أن قوات الجيش تنتهك هدنة الأيام الثلاثة التي تمت بوساطة أميركية، ولا تزال قيادة القوات المسلحة الانقلابية ومن خلفها كتائب النظام البائد تمارس خروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة.
كما هاجمت القوات الانقلابية قبل قليل بالمدافع ارتكاز قوات الدعم السريع بـالقصر الجمهوري بالخرطوم وهو تصرف جبان يتنافى مع شروط الهدنة الإنسانية التي خصصت لفتح ممرات آمنة، مضيفة أن عمليات القصف المدفعي العشوائي تعرض حياة المواطنين والمقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة للخطر كما أنه يعيق تنفيذ الهدنة.
وفي بيان سابق، الثلاثاء، جددت قوات الدعم السريع التزامها بالهدنة الإنسانية المعلنة لمدة 72 ساعة “التي وافقنا عليها والتزمنا بكل شروطها من أجل فتح ممرات إنسانية للمواطنين والمقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة”.
ولفت البيان إلى أن الجيش “لم يلتزم بشروط الهدنة حيث ما زالت طائراته تحلق في سماء الخرطوم بمدنها الثلاث بما يمثل إخلالًا بائنًا للهدنة وشروطها واجبة التنفيذ”.
وكان شهود عيان تحدثوا صباح اليوم الثلاثاء عن سقوط قذائف على أحياء سكنية في أم درمان، فيما تحدثت تقارير عن استمرار الاشتباكات في الخرطوم، وكان الهدوء الحذر ساد صباح الثلاثاء، اليوم الحادي عشر للاشتباكات، العاصمة السودانية الخرطوم، بعدما أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع موافقتهما على هدنة جديدة لمدة 72 ساعة بوساطة أميركية.
وسبق أن أكدت قوات الدعم السريع في بيان لها، استعدادها للتعاون والتنسيق وتقديم التسهيلات كافة التي تمكن الجاليات والبعثات من مغادرة السودان بسلام.
ومن جانبه، قال الجيش السوداني في بيان له: إنه وافق على الهدنة للتخفيف عن المواطنين ولدواعٍ إنسانية بشرط التزام الطرف الثاني بها.
وبدأت الهدنة مع منتصف ليلة الرابع والعشرين من أبريل، بعد أن أعلنت واشنطن نجاح مفاوضات مكثفة مع طرفي الأزمة.
ومنذ الأسبوع الماضي اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد يوم السبت في العاصمة وأماكن أخرى في الدولة الإفريقية؛ ما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع.
وقال الجيش السوداني: إن القتال اندلع بعد أن حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتها في الجزء الجنوبي من العاصمة، متهمة الجماعة بمحاولة السيطرة على مواقع إستراتيجية في الخرطوم، بما في ذلك القصر.
من ناحيتها، اتهمت قوات الدعم السريع، في سلسلة من البيانات، الجيش بمهاجمة قواتها في إحدى قواعدها بجنوب الخرطوم، وزعمت أنها استولت على مطار المدينة و”سيطرت بالكامل” على القصر الجمهوري بالخرطوم، مقر رئاسة البلاد، وجاءت الاشتباكات مع تصاعد التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة؛ ما أدى إلى تأخير توقيع اتفاق مدعوم دوليا مع الأحزاب السياسية لإحياء التحول الديمقراطي في البلاد.
وكان التوتر بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، قد تحول إلى مواجهات عنيفة بعد تصعيد في الخلافات السياسية في الأسابيع الأخيرة في شأن دمج “الدعم السريع” في الجيش في إطار مرحلة انتقالية نحو الحكم المدني.
ومنذ ذلك الحين تتواصل المعارك بالأسلحة الثقيلة فيما تدخل سلاح الجو بانتظام حتى داخل الخرطوم لقصف مقار لقوات الدعم السريع. وينتشر عناصر “الدعم السريع” باللباس العسكري ومدججين بالأسلحة في الشوارع ويقاتلون للسيطرة على منشآت عسكرية ومقار حكومية في البلاد.