للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوع، يستغل تنظيم الإخوان الأحداث والتغييرات السياسية المتعلقة بمصر، لنشر الشائعات والأكاذيب وبث الفتن والتحريض بين الشعب ضد النظام؛ إذ استخدم هذه المرة الأحداث في السودان لبث الادعاءات المسيئة للنظام.
استغل تنظيم الإخوان مقاطع الفيديو المتداولة لاستسلام جنود مصريين في قاعدة مروي شمال السودان لقوات الدعم السريع، بهدف الإساءة للجيش المصري وجنوده، بوساطة جيوشه الإلكترونية، والترويج لروايات لا أساس لها من الصحة.
وتسببت حملة التشويه التي شنتها الجماعة في الكثير من ردود الفعل الغاضبة والمدافعة عن الجيش؛ ما اضطرها لتغيير توجهها عبر إصدار بيان طالبت فيه قوات الدعم السريع بالقيام بما تحتمه مسؤوليتها عن سلامة وأمن الجنود المصريين، وتسهيل عودتهم الفورية إلى أوطانهم، وعدم الزج بهم في الصراع الداخلي.
وأكد عدد من النشطاء أنّ الجيش والرئيس عبد الفتاح السيسي قطعا الطريق على الجماعة، وأنّ مراوغتها باتت مكشوفة للجميع، وأنّ محاولتها للقفز على الأحداث وإثبات وجودها في المشهد الإقليمي سيفشل، لافتين إلى أنّها محاولة جديدة للإخوان للظهور كتنظيم معتدل يكترث بما يجري في بلاده أو مع مواطنيه.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد صرّح أمس بأنّ القوات المصرية في السودان موجودة للتدريب المشترك مع القوات السودانية، ولا تدعم أيّ طرف، بحسب وكالة “رويترز”.
وقال السيسي في كلمة بعد ترؤسه اجتماعاً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبثها التلفزيون المصري: إنّ القاهرة تقوم باتصالات للتأكيد على أمن وسلامة هذه القوات المصرية.
وقبل أيام، ردت وزارة الداخلية المصرية على الشائعات الأخيرة التي أطلقتها منصات تنظيم الإخوان المسلمين، بما يتعلق بانتحار نجل الرئيس الراحل محمد مرسي في السجن، وأكدت الوزارة في تغريدات عبر صفحتها الرسمية على “تويتر” عدم صحة الأنباء حول محاولة انتحار أسامة مرسي، موضحة أنّ “تلك القناة، في إشارة إلى قناة تلفزيونية معارضة، سبق لها الادّعاء بمحاولة انتحار أحد النزلاء من عناصر الجماعة، المصنفة في الكثير من الدول كتنظيم إرهابي، داخل المركز وهو ما تم تكذيبه من قِبل أسرة النزيل”.
وأشارت الوزارة في تغريدة أخرى إلى أنّ “ذلك يؤكّد اختلاقها تلك الادعاءات في إطار المحاولات اليائسة للجماعة للتغطية على فشلها بالتأثير على الرأي العام والانقسامات داخل صفوفها”.
كما نفت أسرة محمد مرسي صحة الأخبار المتداولة بخصوص محاولة انتحار نجلها أسامة مرسي في محبسه بمجمع سجن بدر، ودعت الأسرة وسائل الإعلام وبعض المنصات الحقوقية التي نشرت الخبر إلى “تحري الدقة والتأكد من مصادرها”، بحسب ما ورد على حساب (مؤسسة مرسي للديمقراطية).
وكانت منظمات حقوقية ووسائل إعلام، بعضها مقرّب من جماعة الإخوان المسلمين، قد ذكرت أنّ 5 معتقلين بسجن بدر 3 يحاولون الانتحار، بينهم نجل الرئيس الراحل محمد مرسي، وأرجعت مصدر المعلومات إلى ما وصفته بـ”رسالة مسربة من السجن”.
ومنذ بداية شهر رمضان وتستغل الجماعة أي أحداث لإشعال الأوضاع في مصر فضلا عن نشر الشائعات، وآخرها تتعلق بمراكز التأهيل والإصلاح وزعم وجود انتهاكات فيها، فيما نفت وزارة الداخلية المصرية صحة ما تم تداوله بأحد المواقع الإخبارية التابعة لجماعة الإخوان، بشبكة الإنترنت من ادعاءات حول وجود انتهاكات بمراكز الإصلاح والتأهيل.
وعلى مدار الأعوام الماضية كانت الشائعات أكثر أدوات الإخوان استخداماً، وقد طالت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة وأجهزة الدولة والجيش والشرطة.