في خضم تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام في اليمن لتحسين أوضاع المواطنين واستقرار البلاد، جددت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تهديدها لعمليات السلام وعرقلة تلك المساعي الجادة.
وشنّت ميليشيات الحوثيين هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش اليمني والقوات الموالية للحكومة الشرعية، في جبهات محافظة مأرب، شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، ما أسفر عن مواجهات بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثيين.
وجاء ذلك إثر محاولة الحوثيين الهجوم على المواقع الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، في جبهات الجدعان، ورغوان، والكسارة، شمال غرب محافظة مأرب.
وأفادت مصادر عسكرية يمنية، أنّ “هجمات الحوثيين في الشمال الغربي من مأرب تأتي بعد هجمات وقصف مدفعي مستمر منذ أيام، تشنه الميليشيات على مواقع القوات الحكومية في الجبهة الجنوبية من المحافظة النفطية”.
ويتزامن ذلك التصعيد الجديد مع الجهود التي يبذلها الوفدان السعودي والعُماني في المحادثات مع الحوثيين للتوصل إلى اتفاق لهدنة جديدة.
هذا التصعيد الجديد يتزامن مع الجهود التي يبذلها الوفدان السعودي والعُماني في المحادثات مع الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، بموازاة التحركات الدولية الهادفة للتوصل إلى اتفاق لهدنة جديدة، تمهيداً للوصول إلى عملية سياسية تنهي الأزمة اليمنية.
فيما ذكر موقع “المسيرة نت” التابع للحوثيين مساء الثلاثاء تصريحاً لـ “نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن” في حكومتهم، جلال الرويشان، قال فيه: إنّ “شروط صنعاء للسلام واضحة ولا تحتاج لحوارات مكوكية”، معتبراً حضور الوفد السعودي إلى صنعاء “خطوة شجاعة”، بحسب ما نقله الموقع.
من ناحيته، أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية الشرعية معمر الإرياني أنّ تصريحات قيادات الحوثيين، وخطابهم السياسي والإعلامي منذ وصول الوفدين السعودي والعُماني إلى صنعاء، “يكشفان عن جهل وضحالة سياسية، وسقوط أخلاقي، وعجز عن فهم الواقع واستيعاب المتغيرات، واستمرار في الاستهتار بجهود التهدئة وإحلال السلام”.
وأضاف الإرياني في تغريدة على تويتر أنّ “هذه التصريحات تؤكد من جديد للقاصي والداني أنّ ميليشيات الحوثيين الإرهابية مجرد عصابة مارقة، لا تفقه الأبجديات السياسية، ولا تملك أيّ رؤية تجاه السلام، وأنّها تقتات على الحرب، والاستثمار فيها، وتتخذ منها أداة لفرض أفكارها المتطرفة، ووسيلة للإثراء غير المشروع، وتبرير جرائمها وانتهاكاتها بحق أبناء الشعب اليمني”.
وأشار إلى أنّ مواقف الحوثيين وتصريحاتهم غير المسؤولة “جاءت من جديد كاشفة للمجتمع الدولي والشعب اليمني عن حقيقة الميليشيات الحوثية، ووقوفها حجر عثرة أمام جهود التهدئة وإنهاء الحرب وإحلال السلام، وعدم اكتراثها بالكارثة الإنسانية والمعاناة المتفاقمة لغالبية اليمنيين جراء الحرب التي فجرتها هذه الميليشيات”.
فيما أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحافي، عن تفاؤله بالنقاشات الدائرة في صنعاء بين الوفدين السعودي والعماني من جهة، وبين الحوثيين من جهة أخرى.
وقال: “نحن لا نشارك في كل مناقشة تجري، لسنا بحاجة لأن نكون كذلك. المهم هو أنّ كل هذه الأطراف تعمل من أجل قرار مجلس الأمن ذي الصلة، والمحادثات التي تتيحها الأمم المتحدة”.
وكان وفد سعودي وآخر عُماني قد وصلا إلى صنعاء الأحد الماضي للتباحث حول خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن، ابتداء بتثبيت الهدنة وتجديدها، وتوسيعها لتشمل دفع الرواتب، واستئناف تصدير النفط، ورفع القيود عن المطارات والموانئ، إلى جانب خطوات حول مسار تفاوضي ينتهي بإحلال السلام الدائم.
وشهدت المحافظات الجنوبية خصوصاً في شبوة وحضرموت وأبين العديد من عمليات التنظيم التي استهدفت الكوادر العسكرية والقوات الأمنية، بينما قادت القوات العسكرية الجنوبية وقوات الشرعية بدعم من التحالف العربي سلسلة عمليات عسكرية ضد التنظيم.