ذات صلة

جمع

تحركات النهضة في ظل الأزمة الاقتصادية.. محاولة لإعادة التموضع السياسي

في ظل الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تمر بها تونس،...

الإخوان في ليبيا.. أجندة التخفي والعودة من الباب الخلفي

تعود جماعة الإخوان الإرهابية إلى الواجهة الليبية بأساليب أكثر...

الإخوان بعد الغياب.. هل انتهت الجماعة أم تتشكل من جديد؟

تشهد جماعة الإخوان المسلمين واحدة من أسوأ أزماتها التنظيمية...

جيل الحرب في السودان.. أطفال لا يعرفون السلام

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، يعيش...

إسرائيل تستعد للهجوم على إيران رغم التحذيرات الأميركية.. كيف ستكون سيناريوهات الحرب؟

بينما تتصاعد التوترات النووية في الشرق الأوسط وتبدو المحادثات...

كيف استغل الإخوان الفكر الغربي والعلوم الإنسانية للتغلغل بأوروبا؟.. دراسة حديثة تكشف الحقائق

يسعى التنظيم الدولي للإخوان بكل طاقته إلى السيطرة على الدول واستغلال مواردها، بينما يتستر خلف عباءة الدين والديمقراطية وعدة مصطلحات مزيفة يروج لها، بينما يسعى إلى أجندته الإرهابية الخاصة.

وهو ما كشفته دراسة جديدة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، بعنوان “جماعة الإخوان المسلمين والعلوم الاجتماعية والإنسانية: هل قرأ البنا جوستاف لوبون ومكيافيلي؟”؛ إذ استندت على وثائق من منشورات الإخوان التاريخية، كشفت عن المدى الذي من الممكن أن تكون الجماعة قد تأثرت به من الإنتاج المعرفي الغربي في مجالي العلوم الإنسانية والاجتماعية في التنظير وفي هيكلة أيديولوجيتها.

كما أظهرت الدراسة أنه كيف قرأ البنا وجماعة الإخوان مفكرين غربيين مثل ميكافيلي (صاحب مقولات يُفهم منها “الغاية تبرر الوسيلة” وأن “السياسة ليس لها أي علاقة بالأخلاق”)، وجوستاف لوبون صاحب كتاب “سيكولوجية الجماهير”، وهي عناوين تساهم في ثقل أدوات الجماعة في التعبئة والتجنيد.

وذكرت أيضا أنه “يتبين لنا من الوثائق كيف أنه لم يكن لدى جماعة الإخوان في مراحلها الأولى أي حساسية من اللجوء إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، بشكل علني لإعداد دعاتهم والاستفادة من تلك العلوم، لتحقيق أهداف الجماعة؛ ما يدحض ما تصدره جماعة الإخوان عن نفسها، من أن تدينهم قائم بالكلية على فهمهم الصحيح للإسلام وتمامية ذلك الفهم”.
واستندت الدراسة إلى تحليل مضمون وثيقتين رئيسيتين هما: مقال “على من تجب الدعوة؟” الذي نشره حسن البنا في مجلة الفتح عام 1928، ويستعين فيه بمقولة لميكافيلي.

أما الوثيقة الثانية فهي اللائحة العامة للمنهاج الثقافي للإخوان الصادرة عام 1940، وفيها تظهر كتب العلوم الاجتماعية والإنسانية، ومن بينها كتب الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون، التي فُرضت قراءتُها على متدربي الإخوان في الدورات التدريبية لإعداد القادة والدعاة.

وفرضت الإخوان لائحة المنهاج الثقافي، على من يرغب من الجماعة في أن يصبح داعية باسمها؛ ما يعني أنها كانت تعد أناسا قادرين على تجنيد الأتباع ونشر أفكار الجماعة في أكبر عدد ممكن من الناس؛ فقراءة هذه الكتب لم تكن بهدف التثقيف ولكن ثقل الأدوات.

فيما طالبت الجماعة عناصرها القيادية بقراءة كتب في الفلسفة وعلم النفس، وهي مبادئ علم النفس، وتاريخ الفلسفة وتطوراتها وأشهر النظريات الفلسفية، ومبادئ علم الأخلاق قديمًا وحديثًا، والتربية وتاريخها وتطور نظرياتها، ولمحة عامة عن التصوف، كما تضمنت قائمة الكتب المفروضة، علم النفس لأمين مرسي قنديل، وعلم النفس للإبراشي ومظهر سعيد، ومبادئ الفلسفة لأحمد أمين، والفلسفة الشرقية واليونانية والإسلامية والحديثة للدكتور محمد غلاب، فضلا عن علم الاجتماع لمصطفى فهمي، وعلم الاجتماع ومشاكله ترجمة إبراهيم رمزي، وعلى هامش السياسة حافظ عفيفي، وروح الثورات لجوستاف لوبون، وروح الاجتماع لجوستاف لوبون.

وتزامن فرض هذه الكتب مع محاضرات لحسن البنا كانت تسمى “حديث الثلاثاء.. دروس متتابعة في الثقافة العامة”، وكانت تُعقد بدار الإخوان بميدان الحلمية الجديدة، بعد صلاة العشاء من كل يوم ثلاثاء.
وكان البنا يلقي محاضرات بعناوين لافتة وغير معتادة في ذلك الوقت، وتحمل أهدافا سياسية وتعبوية: “الفرق السياسية وأثر السياسة في الفكرة الإسلامية قديمًا (الشيعة والخوارج)”، و”النهضة الغربية الحديثة وأثرها في الفكر الإسلامي”، و”التيارات الإصلاحية الحديثة والفرق الإصلاحية المعاصرة”، و”الغزو الغربي العلمي والروحي للعالم الإسلامي وأثره فيه”.

spot_img