ذات صلة

جمع

تسريبات.. حزب الله يُخطط لإطلاق سراح المسجونين المؤيدين له

في ظل الحديث عن محاولات أمريكية لتهدئة الأوضاع في...

هل سيكون فوز ترامب “فظيعًا” لإسرائيل؟.. تقرير يخلف التوقعات للانتخابات الأمريكية

قبل 3 أيام من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأميركية المحتدة،...

ما هي أبعاد الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر ودوافعها؟

تزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات الحوثية على السفن التجارية...

تصاعد حرب التصريحات بين جبهات الإخوان.. رسائل صلاح عبد الحق الجديدة تشعل الخلافات بالجماعة

تتصاعد سريعًا الحرب الكلامية بين أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، فبعد قرار جبهة لندن بتعيين صلاح عبد الحق قائمًا بأعمال المرشد العام، خرج محمود حسين ممثل جبهة إسطنبول موجهًا رسائل تحذيرية عديدة، ليرد عليه عقب ذلك عبد الحق، بطريقة تظهر مدى تشرذم التنظيم الدولي، ومحاولة الطرفين لإسقاط الآخر وإظهار أنه الأحق بالمنصب وإرث حسن البنا.

وبعد تمسك جبهة إسطنبول بمحمود حسين قائمًا بأعمال المرشد العام للإخوان، دخلت غريمتها جبهة لندن بتعيين صلاح عبد الحق، الذي تأخر لحوالي ٤ أشهر، ليتبادل الثنائي التصريحات، وتحشد جبهة لندن كافة أذرعها لبث رسائل للإخوان خلال الأيام القليلة الماضية، من قادة السجون مرورًا بشباب الإخوان إلى جبهة إسطنبول، وجه صلاح عبد الحق العديد من الرسائل في ظهوره بوتيرة مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية.

وعلق مراقبون على ذلك الظهور المكثف للقائم بأعمال المرشد العام، بواقع مرتين في ثلاثة أيام، أنه يعد محاولة للتأكيد على أنه يمثل الشرعية، فيما جبهة إسطنبول غير ذلك، مؤكدين أن صلاح عبد الحق حاول برسائله اتخاذ خطوة استباقية، أملاً في أن يجد مؤيدين في الداخل والخارج.

وأكدوا أن الظهور المكثف لصلاح عبد الحق يدل على “حرصه” على ألا ينفرد منافسه بالمشهد، ويتمكن من إحداث تغيير في المعادلة وفي موازين القوى، ويحاول فرض أمر واقع جديد، إلا أنه يقابل بيانات وتصريحات من محمود حسين تطعن في شرعيته.

كما أنه محاولة من لجان الإخوان للمشاركة بالعمل العام، في ظل التحديات المتعددة التي يمر بها التنظيم؛ إذ يستلزم ذلك المنصب الظهور الدائم، مشيرًا إلى أن كافة الدلالات تؤكد أن اختياره سيؤدي لمزيد من التشظي والانقسام داخل التنظيم، ومحاولة للتأكيد على أن الشرعية معه، والتصدي لبيانات جبهة إسطنبول.

ويسعى أيضًا المرشد العام الجديد لجبهة لندن للسيطرة على التنظيم بشكل عام، والتأكيد على أنه قادر على حسم الخلافات والتعامل مع المشكلات بشكل عام وبأكثر من طريقة ممكنة، لذا استخدم في خطابه المتكرر رسائل تدغدغ مشاعر الجميع سواء أعضاء الجماعة أو غيرهم، متكئًا فيها على الخطابين البناوي والتلمساني، في إشارة إلى مرشدي الإخوان حسن البنا وعمر التلمساني، وفقًا لخبراء.

وأكدوا أنه حاول العودة إلى المؤثرات والرسائل السابقة المستخدمة من القياديين السابقين، بهدف إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن الجانب التربوي هو ما يغلب على الجماعة الآن وليس الصراع أو الجانب الصدامي.

وتوقع مراقبون أن تتصاعد حدة الانقسامات داخل أروقة الإخوان؛ إذ إن صلاح عبد الحق سيحاول إثبات جدارته بخلافة إبراهيم منير، فيما سيعمل محمود حسين على استغلال نقاط ضعفه لتحقيق مخططاته السابقة الهادفة إلى الانفراد بقيادة التنظيم، كونه لم يحصل على الشرعية بشكل كامل، بدليل خروج الجبهة الأخرى ببيان ترفض الاعتراف بتوليه.

ورغم أن صلاح عبد الحق يحاول توجيه رسالة مفادها أنه يتماشى مع الأمر الجديد بالمشاركة والتصالح، إلا أن استمرار النزاع سيؤدي لمزيد من الانقسام والفشل.

وقبل أيام معدودة من ذلك، خرج محمود حسين، الممثل عن جبهة إسطنبول، الذي يسمّي نفسه أيضاً قائماً بأعمال المرشد، في لقاء تلفزيوني على إحدى المنصات التابعة لتنظيم الإخوان، ليبث العديد من الرسائل للإخوان في الداخل والخارج، بهدف دعم موقفه في أزمة الصراع القيادي المحتدم، والتأكيد على عدم قبوله للقرار المعلن مؤخراً؛ ما يؤشر إلى بداية مرحلة جديدة من الصراع بين جبهتي الإخوان، ربما ستكون أكثر ضراوة على حدّ تقدير مراقبين.

وفي الرسالة الأولى التي أكد عليها حسين خلال حواره الذي استمر قرابة الساعة، هي تدعيم نفسه في منصب القائم بأعمال المرشد العام للإخوان دون منازع، مستشهداً بلوائح التنظيم التي تعطيه الحق منفرداً في تولي المنصب باعتباره العضو الوحيد خارج السجون من قيادات مكتب الإرشاد، ورغم أنّه تجاهل الحديث عن قرار (لندن) الأخير، إلا أنّه ركز على تهميش دور صلاح عبد الحق بالتلميح حول فقدان بعض قيادات التنظيم للكفاءة والقدرة على إدارة مهام بسيطة داخل الإخوان، وهو الاتهام الذي غالباً ما يوجه لصلاح عبد الحق.

كما حاول محمود حسين خلال حديثه بعث رسائل خاصة لإخوان الداخل في مصر، وتحديداً الشباب، وهذه ليست المرة الأولى التي يخاطب فيها حسين الشباب ويعدهم بالتمكين داخل التنظيم، والسبب في ذلك يعود إلى محاولة استمالة الفئة الغاضبة عليه، خاصة من إخوان الداخل المصري، وقد أقر حسين منذ نوفمبر الماضي تشكيل عدد من اللجان تتولى إدارتها بشكل كامل قيادات شبابية.

كما كرر أكثر من مرة رسالة تهدف إلى تهميش جبهة لندن المنافسة له، والتأكيد على أنّ الصراع محسوم لصالحه استناداً للوائح التنظيم، وأيضاً محاولة الترويج لشرعية زائفة بتصدير صورة حول هياكل التنظيم الوهمية.

ويرى مراقبون أن الحوار الذي أجري مع محمود حسين قبل أيام تم بناءً على رغبته، من أجل صياغة بعض الرسائل للردّ على قرار اختيار صلاح عبد الحق قائماً بأعمال مرشد الإخوان من جانب جبهة لندن؛ إذ يهدف إلى قطع الطريق على قرار جبهة إبراهيم منير باختيار صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد، وأيضاً يحاول محمود حسين من خلال الحوار مخاطبة عناصر التنظيم لاستمالتهم إلى جبهته، في وقت تحتدم فيه الصراعات داخل تنظيم الإخوان التي وصلت إلى ذروتها.

وأكدوا أن أغلب القضايا التي تحدث فيها محمود حسين لم يكن صادقاً فيها، وليست في توقيتها، لكنّ الهدف الرئيسي هو محاولة قطع الطريق أمام جبهة لندن لفرض اختيارها على التنظيم، وهنا يمكن القول إنّ حسين قد حاول المتاجرة بأزمات الإخوان بهدف حسم الصراع لصالحه، وربما يؤشر هذا التطور إلى تفريغ الجماعة من كافة شعاراتها السابقة وبرامجها إلى الخلافات، وهذا يُعدّ دليلاً جديداً على تطرف التنظيم وعدم امتلاكه أيّ مشروع حقيقي، كما زعمت الجماعة على مدار أعوام طويلة.

spot_img