ذات صلة

جمع

القصف الإسرائيلي في بيروت يعقد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تصعيدًا جديدًا بعد تنفيذ إسرائيل...

ما الذي يمنع إسرائيل وإيران من الدخول في حرب أكبر؟

‏مرّ ما يقرب من شهر منذ إرسال إسرائيل أكثر...

إخوان لندن تعلن تعيين صلاح عبد الحق قائمًا بأعمال مرشد.. وجبهة إسطنبول ترفض القرار

رغم الأزمات المتفاقمة بين الأطراف المتصارعة داخل تنظيم الإخوان الدولي، إلا أن جبهة لندن في جماعة الإخوان قررت تعيين الدكتور صلاح عبد الحق قائماً بعمل مرشد الجماعة، خلفاً لإبراهيم منير الذي توفي في ٤ نوفمبر الماضي، بعد تأخر نحو ٤ أشهر من اختياره؛ بسبب الخلافات الداخلية المحتدمة داخل التنظيم.

وقال بيان صادر عن جماعة الإخوان، اليوم، إن “جماعة الإخوان تعلن انتخاب الدكتور صلاح عبد الحق قائماً بأعمال فضيلة المرشد العام الدكتور محمد بديع، خلفاً للأستاذ إبراهيم منير رحمه الله تعالى”.

وعقب ذلك التعيين أعلنت جبهة إسطنبول أن ما ذكر عن انتخاب صلاح عبد الحق قائمًا بأعمال المرشد العام كاذب، واصفة ما حدث بالمحاولات المتجددة لاستحداث كيانات موازية لمؤسسات جماعة الإخوان أو تسمية أشخاص بمهام ومسميات مدعاة بعيداً عن المؤسسات الشرعية للجماعة تحت دعاوى مختلفة.

وقالت الجبهة: إن جماعة الإخوان لها مجلس شورى عام من الداخل والخارج، وهو الذي اختار الدكتور محمود حسين قائمًا بأعمال المرشد العام، وشكل هيئة إدارية جديدة في ديسمبر الماضي، مؤكدة أن هذا شأن مصري خالص تم وفق قواعد ولوائح الجماعة.

وسبق أن كشفت مصادر أن الاختيار وقع على القيادي الإخواني بعد عدة اجتماعات أجراها قيادات المكتب العام للإخوان (ممثلو جبهة لندن) خلال ديسمبر الماضي، مرجحة أن يثير الإعلان غضباً كبيراً من جانب تنظيم إسطنبول الذي ظن خلال الأشهر الماضية أنّه قد حسم الأمر لصالحه بالفعل، وأنّ جبهة لندن قد استسلمت.

ويُعدّ اختيار عبد الحق مخرجاً أمام جبهة لندن لتجاوز أزمة اختيار البديل لإبراهيم منير؛ لأنّها عانت خلال الفترة الماضية من تعثر المفاوضات وعدم القدرة على اختيار بديل؛ إذ إنّ اختيار شخصية غير معروفة، وليست طرفاً في الصراع، كان هو السيناريو المطروح منذ وفاة منير.

وكشف اختيار صلاح عبد الحق فشل المفاوضات بين جبهتي لندن وإسطنبول، لطرح أي من الشخصيات البارزة في الجبهتين لتقود الإخوان سواء محمود حسين من جبهة إسطنبول والذي نصب نفسه مرشدًا عامًا، أو حلمي الجزار من جبهة لندن، بسبب تمسك محمود حسين بأحقيته في قيادة الجماعة، مقابل إصرار جبهة منير على طرده.

اختيار عبد الحق جاء رغم رفض جبهة محمود حسين قرار جبهة لندن، تحت زعم أنه غير شرعي ومخالف للائحة، ويعتبر صلاح عبد الحق عضو تنظيم 1965، ومتهم رقم 33 في القضية الأولى مع سيد قطب وقيادات التنظيم، وهو من جيل محمد بديع المرشد العام ومحمود عزت ومحمد البحيري ومحمد عبدالمعطي الجزار، ومؤيد للاتجاه القطبي ويؤمن بـ”جاهلية المجتمع” والتغيير بالقوة المسلحة.

وفي أعقاب ذلك أعلن شباب التنظيم تمرداً جديداً بسبب اختيار صلاح عبد الحق، بسبب أسلوب التعيين في التنظيم عن طريق وصيّة الراحل إبراهيم منير، وليس عن طريق الانتخاب المباشر، ومن المتوقع أن يشهد التنظيم تصعيداً شبابياً في القريب العاجل، خاصة في ظل محاولة الضغط عليهم محلياً وخارجياً.

كما رفض شباب الإخوان أيضا عبد الحق لكونه تعدّى الثمانين من عمره، فضلاً عن كونه ينتمي لمدرسة عقيمة في التفكير لا تُناسب مستحدثات الواقع، بينما يبذل قادة الجماعة جهودًا لتهيئة صف الإخوان لهذا الاختيار عبر إقناع قطاعات الشباب داخل التنظيم، ورغم أنها بذلت جهوداً في هذا السياق ولكنها واجهت عاصفة رفض؛ ما يرجح حدوث انشقاق جديد داخلها، ولكن هذا الانشقاق سوف يحدث داخل جبهة إبراهيم منير، وليس داخل التنظيم بين الجبهتين الكبيرتين، وهو ما نعده انشقاقًا على الانشقاق الحادث، وفق منير أديب.

ويعتبر القائم بأعمال المرشد الجديد متهمًا في قضية تنظيم سيد قطب رقم 33، فيما كان لا يزال طالبا في كلية الطب جامعة عين شمس، وحكم عليه -آنذاك- بعشر سنوات سجنا قضاها، ثم سافر لسلطنة عمان في بداية مرحلة انتشار الإخوان بالخليج، ثم استقر في السعودية فترة طويلة.

كما ينتمي لجيل الستينيات فلقد حضر محنة السجن (في عرف الإخوان)، ويمتاز بمحاضراته التربوية والدعوية، ولم يُعرف عنه توليه مناصب إدارية عليا في التنظيم، وهو عضو مجلس شورى الجماعة ولم ينخرط في أي صراع على القيادة أو على الأموال.

بينما لم يُعرف عنه رأي فقهي أو سياسي مخالف لاختيارات الجماعة، وتولى بعض الأعمال التربوية في التنظيم الدولي، ولم يعترف بأخطاء الجماعة ولم يراجع أفكاره، وتولى أعمالا تربوية ودعوية لعناصر الإخوان، والتي يتم ترسيخ فيها مبادئ الجماعة وثوابتها.

ويعتبر صلاح عبد الحق من منظري الإخوان المسلمين ومؤرخيهم ومسؤول التربية بالتنظيم، والرئيس الأسبق لجهاز التربية في التنظيم العالمي، وكان اختياره لهذا المنصب بسبب وصية المدعو إبراهيم منير والتزم بها مجلس الشورى التابع لجبهة إبراهيم منير.

ومن المرجح، وفقا للمراقبين أن يكون إبراهيم منير كتب هذه الوصية ليتفادى أي انشقاق يحدث في جبهته عقب وفاته على منصب القائم بأعمال المرشد، حيث فيما يبدو أنه كانت لديه شكوك حول حدوث خلافات بين محيي الدين الزايط، وحلمي الجزار، ومحمد البحيري حول المنصب.

ولم يتولَّ عبد الحق أي مناصب رفيعة المستوى داخل التنظيم، وهو كان مسؤول التربية داخل الإخوان، ولكن الصراع داخل جبهة لندن لن يهدأ باختيار عبد الحق؛ إذ سيوجد خلاف داخل جبهة لندن بسبب أن عبد الحق قد يكون شخصية توافقية؛ إلا أنه يفتقد للإدارة، فلم يتولَّ أي منصب إداري في التنظيم من قبل، وهو شخص قد يتسع صدره للجميع، وهذا قد يدفع بعض قيادات لندن إلى التدخل في مهامه، وإصدار قرارات باسمه، بحسب المراقبين.

ويرون أن منير اختار عبد الحق لأنه يشبهه في شخصيته، ولكنه سوف يعمّق الانقسامات داخل الإخوان بشكل عام وليس مجموعة لندن فقط، فهو شخص لا يتمتع بأي حس قيادي، ولم يعرف القيادة يوماً، لذا أصر إبراهيم منير على أن يقضي على التنظيم مرتين، مرة في حياته عندما فجر خلافاته مع عضو مكتب الإرشاد وأمين عام الجماعة محمود حسين، فانشق التنظيم نصفين، ومرة أخرى بعد وفاته، عندما أوصى باختيار قائم بعمل المرشد لا يتمتع بأي قدرات إدارية أو تنظيمية، كما أن صلاح عبد الحق، ليس لديه مشروع فكري ولن يكون قادراً على حسم أي خلاف داخل التنظيم، وهو ما سوف يُعطي مساحة أكبر للمتحولقين حول الرجل، وبالتالي سوف تتضارب القرارات داخل التنظيم، نظراً إلى عدم وجود قائم بعمل المرشد قادر على الضبط والحزم، وفي الوقت نفسه شخصية الرجل غير مؤهلة للقيادة، وهو ما يجعل أكثر من قيادة تتدخل بالقرارات والتأثير فيه، وهو ما يزيد من الانقسام والتشظي.

spot_img