ذات صلة

جمع

مطالبات بالتهدئة بين إيران وإسرائيل خوفًا من التصعيد النووي.. هل تنجح؟

منذ الأسبوع الماضي، يعيش العالم توترًا بالغًا إثر المناوشات...

قانون جديد لوقف تجارة المخدرات بين سوريا وحزب الله.. فهل ينجح؟

في محاولة لمواجهة تجارة المخدرات، وتصنيع الكبتاغون، بين سوريا...

بن غفير يثير غضب العرب مجددًا: إعدام الفلسطينين هو الحل لتخفيف تكدس السجون

في تصريح جديد مثيرًا للاستفزاز، اعتبر وزير الأمن القومي...

قطع وتقييد الأذرع المالية لحزب الله ومموليه.. هل تنهار حالته الاقتصادية؟

بات من الواضح أن الأذرع المالية لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران سيتم تقطيعها تماما خلال حملة دولية أطلقت مؤخرا لتقييد الحزب، وذلك بعد القبض على لبنانيين اثنين، يُعتبران من أبرز ممولي التنظيم اللبناني؛ ما يؤكد تفاقم مشاكله المالية في الفترة المقبلة.

وألقت السلطات الرومانية القبض على محمد إبراهيم بزي وطلال شاهين، اللذين تتجاوز جرائمهما رومانيا والولايات المتحدة، عبر الالتفاف على العقوبات الدولية، لجني ملايين الدولارات لصالح حزب الله، من خلال أنشطة (تجارية في بلجيكا وغامبيا ولبنان والعراق)، ويسلط ذلك مزيداً من الضوء على خسارة الحزب الموالي لإيران لمموليه، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان، والتي يحتاج فيها الحزب كل شخص يمكنه المساعدة في إيصال الأموال إليه داخل البلاد، وإدارة استثماراته في الخارج.

ونشرت مجلة “ناشيونال إنترست” تحليلا مفصلا، قالت فيه: إنّ اعتقال أبرز ممولي حزب الله أواخر فبراير الماضي قد يكون “أمراً جديراً بالثناء”، ولكنّه أشبه بـ”عرض جانبي للشعب”، خاصة أنّ البلاد “تقف على حافة الهاوية”، مشيراً إلى أنّ لبنان “قارب على الانهيار”.

وأضافت المجلة العالمية: أنّ محمد إبراهيم بزي وطلال شاهين ساهما في جني ملايين الدولارات لصالح حزب الله من خلال أنشطة تجارية في عدة بلدان، بحسب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأميركية، مشيرة إلى أنّ بزي، بصفته ممولاً لحزب الله، كان يحافظ على علاقات مع البنك المركزي الإيراني، فضلاً عن علاقات مع جهات أخرى مدرجة على قوائم الإرهاب.

وتابعت: إنّه لولا الهبات التي قدّمتها إيران لحزب الله، لما تمكّن من التوسع بنفوذه السياسي الكبير، بما يؤثر على سياسات لبنان الداخلية والخارجية، ناهيك عن تنفيذه عمليات مدعومة من طهران في سوريا واليمن.

وأكدت المجلة أنّ اعتقال بزي وشاهين لن يُشكّل ضربة قاضية لحزب الله؛ إذ لديه هيكل يدعم التنظيمات الدولية التابعة له لضمان استمرار تدفق الأموال إليه، لكنّه سيؤثر سلباً بشكل لافت، خاصة أنّ التحقيقات ستكشف نشاطات تلك الشبكات وأماكن عملها؛ ما يعكس حالة القلق والإرباك التي تعصف بالحزب وقادته.

فيما أفاد تقرير أميركي بأنّ التهم الموجهة ضد بزي وشاهين تضمنت التآمر لدفع أفراد أميركيين لإجراء معاملات غير قانونية مع مؤامرة إرهابية عالمية وغسيل أموال، ويعاقب القانون الأميركي على كلٍّ من التهم الـ3 الواردة في لائحة الاتهام بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاماً.

ويُعتبر بزي، بحسب الخزانة الأميركية، ممولاً رئيسياً لحزب الله، وتربطه علاقة وثيقة برئيس غامبيا السابق يحيى جامع المتهم بتكوين ثروة هائلة خلال حكمه الذي امتد عقوداً، والذي وصفته الخزانة الأميركية بالديكتاتور والفاسد الذي نهب مقدرات بلاده.
وأفادت الخزانة الأميركية بأنّ لبزي علاقات تجارية مع منظمة أيمن جمعة، المتهم بالاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال.

كما كشفت أنّ بزي عمل مع عبد الله صفي الدين (ابن خالة زعيم حزب الله حسن نصر الله)، وممثل حزب الله في إيران، من أجل توطيد العلاقات السياسية بين غامبيا وإيران، مؤكدة أنّ بزي وصفي الدين عملا سابقاً مع البنك المركزي الإيراني، من أجل توسيع عمليات التبادل المصرفي، ونقل الأموال بين إيران ولبنان لصالح حزب الله.

وكانت الشرطة في البرازيل قد ألقت قبل 5 أعوام القبض على أسعد أحمد بركات بالقرب من الحدود مع باراغواي والأرجنتين، المتهم بأنّه أحد أهم مسؤولي التمويل في حزب الله اللبناني، واتهمت الشرطة في الأرجنتين بركات بغسيل أموال قيمتها 10 ملايين دولار نيابة عن حزب الله في أحد الكازينوهات بمنطقة شلالات إجوازو، حسبما نقلت شبكة “بي بي سي”.

ورغم القيود المالية التي فُرضت على حزب الله وإيران خلال العقدين الماضيين، إلا أنّه يتم اكتشاف طريقة جديدة كل فترة تستخدمها طهران ووكلاؤها للالتفاف على العقوبات، والتي كان آخرها رصد عمليات تهريب ذهب بين إيران وفنزويلا، التي يقوم بها فيلق القدس التابع للحرس الثوري؛ إذ يتم تحويل أرباح هذه العمليات إلى حزب الله، حسبما أوردت وكالة “فرانس برس”.

وعلق على ذلك مسؤول سابق في وزارة الخزانة الأميركية، الباحث في معهد واشنطن ماثيو ليفيت، في كتاب من تأليفه صدر عام 2013، بقوله: إنّ حزب الله نشط في تأسيس وجود له في أميركا اللاتينية ضمن دول الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، وقام بدعم تأسيس خلايا نائمة، لها دور في شبكات تهريب المخدرات من أجل توفير الأموال لحزب الله، كما أنشأ شبكات إجرامية عابرة للحدود مماثلة في أوروبا وإفريقيا، وحتى الولايات المتحدة.

spot_img