ضِمن سلسلة توقيفات استهدفت نشطاء سياسيين بتونس بينهم قيادات في “جبهة الخلاص” المعارضة، أوقفت سلطات الأمن، صباح اليوم الجمعة، الناشط السياسي والقيادي في “جبهة الخلاص” المعارضة جوهر بن مبارك.
وأفادت إذاعة “موزاييك” المحلية، أن “فرقة أمنية تابعة للوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم الماسة بسلامة التراب الوطني بالتنسيق مع إدارة الشرطة العدلية أوقفت فجر اليوم، القيادي بجبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك”، مضيفة أنه تم توقيف بن مبارك شمال العاصمة تونس، بعد تحديد مكانه.
ومن ناحيته، أكد والد الناشط السياسي جوهر بن مبارك، عز الدين الحزقي، اليوم الجمعة، توقيف ابنه جوهر بن مبارك، مشيرًا إلى أنّه “حاليا في ثكنة بوشوشة” (شمال غرب العاصمة) حيث يجري التحقيق معه.
وقال الحزقي، في تصريحات لإذاعة “شمس” المحلية: إنه تم أمس تفتيش منزله وتفتيش منزل ابنه من قِبل دورية أمنية تولت حجز عدد من الوثائق ولوحتين إلكترونيتين “تابلات” وأقراص صلبة قديمة.
وأكد الحزقي أنّه لا يعلم كيفية توقيف ابنه وقال: “لا أعلم هل أنه سلّم نفسه أو تم توقيفه بطريقة أخرى، لكنني أعلم أنه الآن في ثكنة بوشوشة”، مشيرا إلى أنّ ابنه يواجه “نفس التُهمة الموجهة للموقوفين السابقين، وهي “التآمر على قيس سعيّد” بحسب قوله، كما أيدت أيضا المحامية دليلة مصدق توقيف الناشط السياسي جوهر بن مبارك.
ويذكر أن جوهر بن مبارك مطلوب على ذمة التحقيقات المتعلقة بشبهات “تكوين وفاق بغاية التآمر على أمن الدولة الداخلي”.
ويأتي توقيف بن مبارك ضمن سلسلة توقيفات استهدفت نشطاء سياسيين بينهم قيادات في “جبهة الخلاص” المعارضة، وقبل يومين أوقفت السلطات الأمنية أمين عام الحزب الجمهوري والقيادي بالجبهة عصام الشابي، كما تم توقيف القيادية في الجبهة شيماء عيسى بعد ساعات.
كما تضمنت حملة التوقيفات التي تشنها السلطات التونسية ضد الإخوان، الناشط السياسي خيام التركي، وعبد الحميد الجلاصي، القيادي الإخواني والبرلماني السابق عن حركة النهضة، وكمال لطيف رجل الأعمال التونسي، بالإضافة إلى فوزي الفقيه، وهو أكبر مورِّد للقهوة في تونس، وسمير كمون، وهو أحد موردي الزيوت النباتية، والأخيران متهمان بالمضاربة والاحتكار، وسامي الهيشري المدير العام السابق للأمن الوطني.
وكان خيام التركي قيادياً بارزاً في حزب التكتل الديمقراطي بين عامي 2011 و2014، وقد رشحه الحزب وزيراً للمالية في حكومة حمّادي الجبالي، لكنّه انسحب إثر تورطه في قضايا فساد مالي، كما رشّحته حركة النهضة مع أحزاب أخرى لمنصب رئاسة الحكومة عام 2020، لكنّ الرئيس قيس سعيد كلف هشام المشيشي بهذه المهمة.
كما أنه في الاثنين الماضي اعتقلت قوات الأمن التونسي المحامي الأزهر العكرمي ووزير العدل السابق الإخواني نور الدين البحيري، الملقب بـ “العقل المدبر لإخوان تونس”.
بالإضافة إلى رجل الأعمال صاحب النفوذ الواسع في مجال المال والسياسة، كمال اللطيف، ورئيس محكمة التعقيب السابق الطيب راشد، وقاضي التحقيق السابق البشير العكرمي، الذي كان مكلفاً بملف اغتيال المعارضين السياسيين: شكري بلعيد، ومحمد البراهمي، والقيادي في حركة “النهضة” فوزي كمون المدير السابق لمكتب رئيس الحركة راشد الغنوشي.
ومن المحتمل أنّ حركة “النهضة” تخفي وثائق ومعطيات خطيرة حول تورطها في الاغتيالات السياسية عندما كانت تدير الحكم وتسيطر على وزارة الداخلية، ويتهمها خصومها بإنشاء “الغرفة السوداء” داخل الوزارة لطمس تلك الوثائق، وتبرئة نفسها من شبهات إحداث الجهاز السري المسؤول عن الاغتيالات.