يبدو أن العلاقات الوطيدة الإرهابية بين تنظيم القاعدة وداعش وميليشيات الحوثي تتضح يوما بعد يوم وتصبح أكثر قربا وعلنا، لزيادة معاناة اليمنيون وتفاقم الأزمات ونهب ثروات البلاد ونشر الإجرام والعنف في المنطقة، وهو ما يتم الكشف عنه باستمرار.
وهو ما كشفه القيادي في جماعة الحوثي اليمنية حسين العزي، اليوم الاثنين، بإجراء اتصالات مع تنظيمي القاعدة وداعش، في تأكيد لما كشف عنه رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي حول امتلاك الحكومة الشرعية أدلة على التخادم بين الميليشيا الحوثية وتنظيم القاعدة.
وقال القيادي الحوثي حسين العزي، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، الذي يتابعه عليه أكثر من نصف مليون شخص: “سبق أن تبادلنا الأسرى مع كل الميليشيات التي تقاتل في إطار العدوان مجتمعين ومتفرقين وما زلنا نرحب بتبادل الأسرى مع الجميع ومنهم: تنظيم الإخوان، وتنظيم العمالقة، وتنظيم القاعدة، وتنظيم الانتقالي، وتنظيم طارق عفاش، وتنظيم داعش لفيف من الجنجويد وجنسيات أخرى..”.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي قال إن هناك أدلة تمتلكها حكومته توثق تعامل ميليشيات الحوثي مع التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها القاعدة.
وتم الكشف عن ذلك في جلسة حوارية له أجراها، السبت الماضي، على هامش المؤتمر الـ (59) للأمن، الذي تستضيفه مدينة ميونيخ الألمانية، حيث قال: “وفقًا لأدلة الحكومة الشرعية، فهناك تخادم بين ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية، التي تتضمن الإفراج عن عشرات المحكومين بقضايا الإرهاب، بمن فيهم متهمون بتفجير البارجة الأميركية (يو إس إس كول)، التي كانت ترسو بميناء عدن في شهر أكتوبر عام 2000، وقد أسفر عن مقتل 17 بحارًا أميركيًّا”.
وأوضح العليمي أن الحوثيين يمولون عناصر القاعدة بالمال والسلاح ويوجهونهم لمناطق سيطرة الحكومة الشرعية ليزايدوا لاحقًا بوجود الإرهاب في مناطق الحكومة.
والشهر الماضي، ظهرت أدلة جديدة تكشف التعاون غير المعلن بين تنظيم القاعدة الإرهابي وميليشيات الحوثي في المناطق التي تقع تحت سيطرتها في اليمن بصورة فجة، من شأنها ترويع المواطنين ونهب ثروات البلاد ونشر الفوضى والإرهاب، وتوسيع نفوذ القاعدة باليمن، وذلك عبر صفقة تبادل أسرى جديدة تجريها ميليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة خلال شهر يناير الجاري.
وكشف موقع “نيوز يمن” أنّ صفقة التبادل الجديدة تجري مباحثاتها منذ أعوام، ويفترض أن يتم إبرامها بحسب الاتفاق الشهر الجاري، وأوضحت المصادر التي نقل عنها الموقع أنّ الصفقة تتضمن إطلاق سراح (17) عنصراً من تنظيم القاعدة، مقابل إطلاق (9) من عناصر ميليشيات الحوثي.
وأكدت المصادر أنّ مفاوض تنظيم القاعدة الإرهابي عبد الله علي علوي مزاحم، الملقب بـ “الزرقاوي”، أجرى لقاءات عديدة مع مفاوض ميليشيات الحوثي القيادي محمد سالم النخعي “أبو أنس”.
كما لجأت الميليشيات الانقلابية العام الماضي إلى عناصر تنظيم القاعدة في عملية حشد مقاتلين بعد فشلها مع القبائل اليمنية، لتعويض خسائرها في جبهات القتال، وفق ما ذكره موقع “المشهد اليمني” الإخباري.
وكشفت مصادر في العاصمة اليمنية صنعاء، للموقع ذاته، عن اجتماع عُقد بين (7) من قيادات تنظيم القاعدة، على رأسهم القيادي في التنظيم نايف الأعواج، وقيادات حوثية من جهاز ما يُسمّى بالأمن الوقائي “الاستخبارات”، في مقر الأمن القومي في منطقة “صرف” شمال صنعاء، للتنسيق في عملية حشد مقاتلين.
وكان تقرير قدّمته الحكومة اليمنية إلى مجلس الأمن الدولي في مارس الماضي قد قدّم معلومات وحقائق استخباراتية مؤكدة حول العلاقة الوطيدة بين ميليشيات الحوثي، وبين القاعدة وداعش، كامتداد للعلاقة نفسها بين إيران وتلك التنظيمات الإرهابية، وفق ما نقل موقع “سبأ نت”.
وفي تقرير لقناة “سي بي إس” نيوز الأميركية، نُشر منتصف سبتمبر الماضي، فإنّ القاعدة استغلت الحرب الأهلية الفوضوية في اليمن، ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن لتخطيط وتنفيذ هجمات على الحكومة الشرعية، وإيجاد محط قدم لها عبر التنسيق مع ميليشيات الحوثي التي ترى أنّ تواجد القاعدة سيضعف الحكومة الشرعية، خاصة أنّ ميليشيات الحوثي تسعى لإحلال الفوضى في البلاد.
وقالت القناة: إنّ الفوضى التي تسبب بها الحوثيون في مأرب تركت الناس يموتون من الجوع والأمراض التي كان يمكن علاجها، وتركت مساحة لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية ليزدهر، رغم تعرّض هذا التنظيم لضربات قاصمة خلال الأعوام الماضية من قبل الولايات المتحدة، خاصة أنّها تحمّله مسؤولية هجمات 11 سبتمبر.