في خطوة جديدة من نوعها، أعلنت تركيا ترحيل الإخواني حسام الغمري إلى دولة أوروبية، وذلك بسبب تحريضه ضد مصر، وتسريبه معلومات تمسّ الأمن القومي التركي.
وكشفت مصادر مطلعة أن الغمري لم يلتزم بالتعهدات التي وقعها للسلطات التركية وهو في السجن، وعاد إلى مهاجمة النظام المصري والتحريض ضده من جديد، وهو ما دفعها لاتخاذ قرار الترحيل.
وعقب الإعلان عن ذلك الأمر، اعتبر بعض الإعلاميين الإخوان أن طرد السلطات التركية للإخواني حسام الغمري، بمثابة بارقة أمل لهم، وانفرجت أساريرهم كونهم موقوفين عن العمل بسبب خرقهم ميثاق العمل الإعلامي بعدم التورط في التحريض على الفوضى أو الدعوة لعمليات إرهابية في مصر، لكن خبراء أكدوا أن آمالهم ستتحطم.
وفي يناير الماضي، وضعت السلطات التركية حسام الغمري قيد الإقامة الجبرية، تمهيداً لترحيله خارج أراضيها؛ بعدما احتجزته بسبب تحريضه ضد مصر، وبعد ثبوت تورطه في الإدلاء بمعلومات تمسّ الأمن التركي لجهات خارجية.
وكشفت مصادر وقتها أنّ السلطات التركية وضعت الإعلامي والمذيع حسام الغمري قيد الإقامة الجبرية تمهيداً لترحيله خارج البلاد، بعد أن احتجزته منذ نوفمبر الماضي في سجن أغري بولاية أغري.
كما أن الإعلامي اتهم بالتورط في تسريب معلومات حساسة تمسّ الأمن القومي التركي لجهات خارجية، كما ثبت تورطه في التحريض ضد مصر والدعوة لحراك شعبي.
ويعتبر الإخواني الإرهابي حسام الغمري، هو أحد القادة المحرضين لنشر الفوضى والتطرف في العديد من الدول، خاصة مصر بعد طرد الحكم الإخواني في عام 2013، وكان ضمن من خرجوا من مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو وذهب إلى تركيا وكان يشغل مدير قناة الشرق وله برنامج خاص بها ويريد تطبيق خطة معينة لتحريض المصريين بالداخل.
كما يعد الغمري المرشد الإلكتروني لجماعة الإخوان الإرهابية، ويقوم بعمل فيديوهات مفبركة لقلب المصريين على النظام، كما كان أحد الداعين لمظاهرات 11 نوفمبر التي باءت بالفشل، وأصابت الجماعة الإرهابية بالفشل والإحباط.
واصل الغمري إصراره على التحريض ضد مصر ونشر الشائعات والأكاذيب لإثارة الفوضى والشغب، بالإضافة إلى معرفته للعديد من المعلومات الحساسة داخل التنظيم، لذلك يُعد اعتقاله وترحيله ضربة موجعة للتنظيم الإرهابي.
وسبق أن احتجزت تركيا حسام الغمري إثر تكرار دعوته على صفحته على وسائل التواصل للتحريض ضد الدولة المصرية، والدعوة لما وصفته جماعة الإخوان بالحراك الثوري خلال نوفمبر الماضي، ثم أطلقت سراحه بعد تدخل القيادي الإخواني سيف عبد الفتاح المستشار السابق للرئيس الراحل محمد مرسي.
وكانت السلطات التركية قد أوقفت من قبل برنامج “رؤية” الذي يقدّمه حسام الغمري على فضائية “الشرق” المملوكة للهارب أيمن نور في إسطنبول؛ بسبب إساءته لمصر.
وقد جاءت الخطوات التركية في إطار مساعي أنقرة لتطبيع العلاقات مع مصر، عبر خطوات خطاها البلدان في الفترة الأخيرة، والتي كان آخرها الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، لتعزيته ومؤازرة بلاده في كارثة الزلزال الذي ضربها في وقت سابق من الشهر الجاري.
وسبق أن كشف موقع “إنتيلجنس أون لاين” الفرنسي وجود تنسيق أمني واستخباراتي بين البلدين للنظر في تسليم بعض قيادات جماعة الإخوان إلى مصر.
وأشار الموقع إلى أنّ أنقرة لديها رغبة قوية في تسريع وتيرة التقارب مع القاهرة حتى لو وصل الأمر إلى تسليم بعض القيادات من جماعة الإخوان، وهو مطلبٌ تصرُّ عليه مصر ولن تتراجع فيه، بحسب ما يؤكد الموقع، في ظل الرغبة التركية بتصفية الخلافات بين البلدين وإعادتها إلى سابق عهدها.
وبيّن الموقع أنّ ملف جماعة الإخوان المسلمين أصبح محور الاجتماعات بين البلدين، مشيراً إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عجلة من أمره لعودة العلاقات مع القاهرة بشكل كامل، وقد يقبل ببعض الشروط التي تصر عليها مصر، بما في ذلك تسليم الأفراد الذين حددتهم وتطالب بترحيلهم.