مساعٍ إنسانية ضخمة متعددة بين مختلف بلدان العالم، تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة بحرص واهتمام دائمين لأجل الإنسان مهما اختلفت جنسيته أو نوعه أو ديانته أو عرقه، ومد يد العون لكل البلاد في أوقات الحرب والسلام والأزمات بحياد تامّ لتكون راعية الإنسانية الأولى بالعالم، لذا تبذل جهودًا دبلوماسية باستمرار بعدة مجالات لمساعدة كافة الأطراف، وآخِرها تحرير 63 عسكريا من الأسر في أوكرانيا عَبْر وساطة إماراتية قوية مميزة تثبت ثقلها ومهاراتها السياسية والدبلوماسية وعلاقاتها الدولية القوية وتأثيرها الدولي.
فور الإعلان عن صفقة تبادل للأسرى، من بينهم أفراد من “فئة حساسة”، تمت بفضل جهود إماراتية، سرعان ما تناقلتها وسائل الإعلام العالمية بإشادات واهتمام واسع، وإبراز دور الإمارات العالمي وحيادها الذي ساهم في نجاح وساطاتها بين الدول.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسي، في بيان تناقلته وسائل الإعلام، أن مجموعة من العسكريين الروس عادوا إلى الوطن في صفقة تبادل للأسرى، من بينهم أفراد من “فئة حسّاسة”، مشيرة إلى أن الصفقة تمت بفضل جهود إماراتية.
وقالت وزارة الدفاع: إنه بعد عملية مفاوضات صعبة، عاد 63 جنديًا من الأسر كانوا في الأراضي الخاضعة لسلطات كييف، بحسب موقع “آر تي” الروسي.
واحتفت الصحافة الأوكرانية بنجاح عملية التبادل التي حصلت بينهم وبين الروس بوساطة إماراتية عبر أخبار وصور عديدة، إذ أعلنت الرئاسة الأوكرانية، عودة 116 أسيرا أوكرانيا إلى أراضي كييف.
ونقلت صحيفة “كييف تايمز” الأوكرانية عن مدير مكتب الرئاسة، أندري يرماك، قوله إنه بين المحررين، بعض المدافعين عن مدينة ماريوبول، وجنود تعرضوا للأسر في خيرسون، كما استعادت كييف جثث متطوعين أجانب قاتلوا في صفوف قواتها، ضمن صفقة التبادل، بحسب المصدر ذاته.
وقال يرماك إنه من بين المحررين عسكريون دافعوا عن مدينة Mariupol ومقاتلون من منطقة Kherson وقناصة من جبهة بلدة Bakhmut في منطقة Donetsk وأبطال آخرون.
وأضاف المسؤول الأوكراني أن: “87 جنديًا من القوات المسلحة الأوكرانية ، اثنان منهم من قوات العمليات الخاصة. وثمانية جنود من القوات الإقليمية ، وسبعة من الحرس الوطني ، وستة من الشرطة الوطنية ، وخمسة من حرس الحدود التابع للدولة ، واثنان من البحرية وواحد ممثل خدمة الطوارئ الحكومية”، كما استعاد الأوكرانيون جثث المتطوعين الأجانب القتلى – كريستوفر ماثيو بيري وأندرو توبياس ماثيو، وكذلك جثة الجندي المتطوع المتوفى – وهو أوكراني خدم في الفيلق الأجنبي الفرنسي.
وتعتبر تلك الصفقة لتبادل الأسرى هي نتاج جهود إماراتية مضنية مثمرة، إذ إنه في نهاية نوفمبر الماضي، قالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ”رويترز”: إن ممثلين من روسيا وأوكرانيا اجتمعوا في دولة الإمارات، لمناقشة إمكانية تبادل أسرى الحرب في صفقة مرتبطة باستئناف صادرات الأمونيا الروسية إلى آسيا وإفريقيا عبر خط أنابيب أوكراني.
وأضافت المصادر أن المحادثات جرت بوساطة إماراتية ولم تشمل الأمم المتحدة على الرغم من الدور الرئيسي للمنظمة الدولية في التفاوض على المبادرة الحالية لتصدير المنتجات الزراعية من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود.
والشهر الماضي، تبادلت روسيا وأوكرانيا، نحو 100 أسير من الجانبين، في أول عملية تبادل في عام 2023.
كما أن الوساطة الجديدة هي من نتائج زيارة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات إلى روسيا، في أكتوبر الماضي، التي وطد خلالها التواصل الإماراتي مع الطرف الأوكراني لتفعيل عمليات التفاوض التي أدت إلى إطلاق الأسرى ما يؤدي إلى تعزيز الجوانب الإنسانية ويخفف التوترات.
وتمتلك الإمارات تاريخا منيرا في جهود الوساطة والسلام ومساعي الاستقرار عبر ريادتها وحيادها وتساهم في رعاية المفاوضات بفعالية وتخفف من التوتر بين الدول والشعوب التي تشهد أزمات.
لذا تناقلت الصحف العالمية أنباء صفقة تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة إماراتية، إذ نشر مراسل صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية جيسون جاي سمارت، في تغريدة عبر صفحته بموقع تويتر: “أجرت روسيا وأوكرانيا بمساعدة الإمارات العربية المتحدة صفقة تبادل أخرى للسجناء، مقابل 63 أسيراً روسياً استلمت أوكرانيا 116 سجيناً، بينهم ضابطان و 114 جندياً ورقيباً”.
كما نشرت صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية خبرا بعنوان : “تبادل عشرات السجناء في صفقة بين روسيا وأوكرانيا، توسطت فيها الإمارات بجهود مميزة”، وعلى غرارها نقلت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية عن بيان وزارة الدفاع الروسية أن الصفقة تمت بفضل جهود الإمارات، فيما أكد موقع “ميدل إيست مونيتور” أن الإمارات ساهمت في إتمام صفقة تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وأكدت الوكالات الإعلامية الدولية مثل وكالة الأنباء الفرنسي وفرانس برس وموقع دويتش فيله الألماني أن الإمارات كان لها دورًا مميزًا وملموسًا في عملية تحرير الأسرى وسهلت في تحريكها عَبْر جهود حثيثة ودبلوماسية جديرة بالإشادة.