يزداد الحديث مؤخراً حول “خليفة” الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، لا سيما في إسرائيل، رغم أنه لم يكُن مُرتبطاً بصحّة نصرالله التي كانت محطَّ أنظار الرأي العام خلال الأيام الماضية. ففي السّابق، كان الحديث عن خليفة أمين عام.
وقال موقع “لبنان 24” إن “حزب الله” مرتبط بسياق الاستهداف الذي قد يتعرّض له نصرالله من قبل الإسرائيليين في مناسباتٍ عديدة، وأبرزها تلك المرتبطة بمحاولات اغتيالٍ كانت تُحاك ضد نصرالله خلال السنوات الماضية. وكما هو معلومٌ، فإنّ أجهزة المخابرات التابعة للعدو تسعى جاهدةً للإحاطة بكل المعلومات عن مكان نصرالله، إما عبر اختراق “حزب الله” استخباراتياً أو عبر الرّصد الذي يجري بطرقٍ سريّة ومُعقّدة.
مؤخراً، أراد جنرالٌ إسرائيلي إطلاق توقّع حول خليفة نصرالله في حال حدوث أيّ طارئ للأخير، وأشار إلى أنّ المرشح لقيادة “حزب الله” هو رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيّد هاشم صفي الدين.
يعتبر ما قالهُ الجنرال الإسرائيلي موشيه إلعاد، وهو المُحاضر بالكليّة الأكاديمية للجليل الغربي، قد لا يستندُ سوى إلى “توقعات” غير محسومة، حتى أنّ “حزب الله” يرفضُ الغوص بها أو الحديث عنها أو التعليق عليها. وفعلياً، من يُراجع مسيرة أمناء عام “حزب الله”، سيستدلّ إلى أمرٍ أساسي وهو أنّ القادة الذين يتولون هذا المركز لا يجري تحديدهُم في وقتٍ مُسبق وبشكل علني، علماً أن المسؤوليات التي كانوا يتولونها تندرجُ ضمن المجلس التنفيذيّ.
وعلى سبيل المثال، فإنّ نصرالله قبل توليه منصب الأمين العام عام 1992 عقب اغتيال السيّد عباس الموسوي، كان عضواً في مجلس الشورى وقبل ذلك كان يشغل منصب المسؤول التنفيذي العام. إلا أنّ الأساس وسط كلّ ذلك هو أنّ اسم نصرالله لم يكُن حاضراً لتولي الأمانة العامة بشكل علني.
وتابع الموقع اللبناني أنه في الواقع، فإنّ ما تحدّث عنه الجنرال الإسرائيلي موشيه إلعاد كان أسيراً سابقاً وقبل أكثر من 10 أعوام. فبين عامي 2008 و2013، برزَ حديثٌ عن أنّ قيادة “حزب الله” اختارت صفي الدين خلفاً لنصرالله. إلا أنّه ورغم ذلك، فإنّ ما سيجري في حال غياب نصرالله هو أنّ مجلس الشورى سيجري انتخابات لاختيار أمين عامٍ جديد، أي أنّ الأمر لا يجري في إطار “تعيين” أو اختيار مُسبق. وضُمنياً، فإنّ الأمين العام يجري اختياره من ضمن مجلس الشورى نفسه.
لذا قد تكون هناك شخصيّة أخرى بديلة عن السيد صفي الدين في حال أجريت انتخابات. أما الأساس فهو أنّه فور غياب نصرالله، فإنّ نائبه الشيخ نعيم قاسم سيكونُ المسؤول المؤقت عن الأمانة العامة إلى حين إتمام الانتخاب، وهذا الأمر بديهيّ ضمن الأطر التنظيمية. لكن في هذه الحالة، فإنّ صلاحيات الأمين العام لا تذهب إلى قاسم لأنّها تبقى محصورة بالمنصب فقط، علماً أن القرار الذي يتخذه الأمين العام هو قرار مجلس شورى ولا يكون مُنفرداً. فعلى سبيل المثال، فإنّ قرار خوض أيّ معركة أو عمليّة عسكرية، لا يكون من نصرالله حصراً، بل يكون مرتبطاً بمجلس شورى، وهذا الأمرُ ينسحبُ على مختلف الملفات الأخرى.
مع كل ذلك، فإنّ ما يجب معرفته هو أنّ أبرز أعضاء مجلس الشورى هم: السيد حسن نصرالله – الشيخ نعيم قاسم – السيد هاشم صفيّ الدين – السيد إبراهيم أمين السيد – الشيخ محمد يزبك – النائب محمد رعد. كذلك، فإنّ المعاون السياسي لنصرالله حسين الخليل يحضر اجتماع مجلس الشورى لكنّه لا يُصوّت، في حين أن هناك عضواً من “المجلس الجهادي” يُشارك أيضاً في الاجتماعات، إلا أنّ هويّته لا تُكشف لأسباب أمنية، لكنّ أمره ليس سرياً لدى أعضاء مجلس الشورى.
وإلى جانب هذا الأمر، فإنّ الأمين العام للحزب يجب أن يكون “سيداً” وعالماً ورجل دين، أيّ أنَّه لا يمكن أن يكون مسؤولاً عسكرياً من دون هوية دينية رسميّة.
بينما يتم طرح تساؤل “ماذا لو غاب نصرالله؟” حتماً، السؤالُ هذا يطرحُ نفسه دائماً باستمرار، سواء في لبنان أو لدى المسؤولين الإسرائيليين. وعموماً، فإنّ أي مرحلة ترتبط بغياب نصرالله لأي سبب، ليست معروفة أبداً، إذ تفاصيلها مجهولة والأحداث التي قد تشهدها لا يُمكن استشرافها حالياً.
ولكن في الأساس، فإنّ العقيدة التي يسير عليها “حزب الله” كشفت منذ تأسيسه وحتى اليوم، أنّ القادة الذين يتولون الأمانة العامّة، تمتّعوا بالصرامة والحِكمة في الوقت نفسه، لكن ما ميّز نصرالله أكثر من غيره هو “الكاريزما” التي يحتاجها “حزب الله” لشدّ العصب إليه باستمرار. وهنا، فإنّ الرّهان يكمنُ عندَ هذه النقطة باعتبارها عُنصراً مؤثراً في الأطراف الأخرى وتحديداً لدى العدو. وواقعياً، فإنّ الدور الذي يؤدّيه نصرالله ليس سهلاً أبداً سواء في الحرب النفسية التي يخوضها “حزب الله” ضدّ إسرائيل أو من خلال تثبيت المواقف المُختلفة سياسياً وإستراتيجياً.
وأشار الموقع إلى أن الأهم فهو أن نصرالله استطاع من خلال شخصيته أن يستقطبَ جمهوراً بقدرٍ كبير. ولهذا فإنّ غاب نصرالله عن المشهد، عندها فإنّ البحث عن “الكاريزما” المؤثرة سيكون عاملاً أساسياً عند “حزب الله”، لأن هذا العامل ضروري جداً في استمرارية الحزب وتأثيره على مُجمل الأطراف.