أزمات دبلوماسية جديدة تطال قطر بسبب المونديال، فلم يتوقف الأمر على الخلافات السياسية والإعلامية والإنسانية فقط، فبعد المشكلة التي وقعت مع الهند منذ أيام بسبب الداعية الإسلامي ذاكر نايك، تبدو بوادر أزمة أخرى بين قطر وبريطانيا.
وكشفت صحيفة فايننشال تايمز أن قطر تستعد لمراجعة استثماراتها في بريطانيا بعدما منعت هيئة النقل بالمدينة إعلانات سياحية للدولة الخليجية على الحافلات وسيارات الأجرة وقطارات الأنفاق بالعاصمة الإنجليزية.
وقالت الصحيفة: إن تلك الخطوة التي اتخذتها هيئة النقل البريطانية جاءت نتيجة لمخاوف بشأن موقف الدولة المستضيفة لكأس العالم لكرة القدم حيال حقوق مجتمع الميم، وأيضا انتهاكاتها للعمالة الوافدة.
ونقلت فايننشال تايمز عن شخص مشارك في المراجعة القطرية قوله: إن هيئة النقل، التي يرأسها رئيس بلدية لندن صادق خان، اتصلت هذا الأسبوع بلجنة قطر 22 التي تشرف على بطولة كأس العالم وهيئة السياحة القطرية لإعلامهما بالقرار.
وقال المسؤول: إن الحظر الذي فرضته هيئة النقل فُسِّر على أنه رسالة من مكتب العمدة بأن أنشطة الأعمال القطرية غير مرحب بها في لندن”.
ومن ناحيته، أكد المتحدث باسم الهيئة أنها أرسلت قبل بطولة كأس العالم إلى المعلنين من شركائها والعلامات التجارية: “تعليمات إضافية بشأن الإعلانات التي من المرجح أن نعتبرها مناسبة للتنفيذ أثناء البطولة، بينما نتأكد أيضا ألا يُحرم مشجعو كرة القدم من فرصة تشجيع فرقهم”.
وتابع: “نواصل مراجعة كل حملة إعلانية على حدة”، فيما قالت الهيئة إن الإعلانات التي تروج للسفر إلى قطر أو السياحة في قطر أو تصور قطر كوجهة مفضلة لن تعتبر مقبولة.
بينما لم يرد مكتب الاتصال الحكومي القطري حتى الآن على رسالة بريدية من رويترز تطلب تعقيبا.
وتعتبر قطر واحدة من أكبر المستثمرين في بريطانيا من خلال صندوقها للثروة السيادية، ويمتلك جهاز قطر للاستثمار سلسلة متاجر هارودز وناطحة السحاب شارد، كما أنه شريك في ملكية حي كناري وارف للأعمال، كما تمتلك فندقي سافوي وجروفنر هاوس وحصة 20 % في مطار هيثرو و14% في سينسبري ثاني أكبر مجموعة لمتاجر التجزئة في بريطانيا.
ويأتي ذلك تزامنا مع تسليط الأضواء عليها مع استضافتها كأس العالم، تدافع قطر عن نفسها في مواجهة الانتقادات قائلة إنها بلد ودود لا تنطوي معاملته للناس على أي تمييز ونفت الاتهامات بانتهاك حقوق العمال.
