شهدت مدينة إسطنبول التركية، مساء أمس الأحد، انفجارا ضخما في شارع الاستقلال، قرب ميدان تقسيم الشهير، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، في حادث صنفته السلطات التركية على أنه “إرهابي”.
واعتقلت منذ قليل الأجهزة الأمنية منفذة حادث انفجار شارع الاستقلال بإسطنبول، والذي أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 82 آخرين، وفقا لما نشرته وسائل إعلام تركية، وأظهرت مقاطع الفيديو، اعتقال عدد من الأشخاص وكان من بينهم منفذة الهجوم.
وأعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، اليوم الإثنين، اعتقال منفذة الهجوم الإرهابي الذي وقع الأحد في وسط العاصمة التركية إسطنبول، وقال: “تم اعتقال من وضع القنبلة في شارع الاستقلال بإسطنبول”.
كما اتهم صويلو في مقطع فيديو نشره التلفزيون التركي منظمة “بي.بي.كا.كا” التي تصنفها تركيا كمنظمة إرهابية، بالوقوف وراء الهجوم، مؤكدا أن أنقرة سترد على هذا الحادث بقوة.
وكان الأمن التركي نشر في وقت سابق، صورة المشتبه بتنفيذها انفجار إسطنبول، حيث ظهرت وهي ترتدي بنطالا بألوان عسكرية وتضع حجابا على رأسها.
وسبق أن توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالكشف عن منفذي الهجوم الذي وقع وسط مدينة إسطنبول، قائلا إن الإرهاب لن يصل إلى مبتغاه.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي عقب الحادث: إن “هجومًا غادرًا بقنبلة في شارع استقلال أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 82 آخرين”، وأضاف “المعطيات الأولية تشير إلى أن الانفجار بمنطقة تقسيم نتيجة عمل إرهابي”.
وتابع أردوغان أنه يُشتبه في ضلوع امرأة بتنفيذ الهجوم، وقال أيضًا إنه سيبحث مع الرئيس الأميركي جو بايدن مسألة الإرهاب، حال تمكن من لقائه على هامش قمة العشرين المقرر عقدها الإثنين في مدينة بالي الإندونيسية.
أعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، أمس، أن الانفجار الذي وقع في ساحة تقسيم بمدينة إسطنبول “عمل إرهابي”، مضيفا أن “المعلومات الأولية تشير إلى أن الانفجار في منطقة تقسيم بمدينة إسطنبول، نفذته امرأة”.
ونقلت قناة “تي آر تي” التركية الرسمية عن مكتب المدعي العام بإسطنبول أنه فتح تحقيقًا حول ملابسات الانفجار، فيما فرض المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون حظرًا على نشر الأنباء حول الحادث.
ومن ناحيته، علق الدكتور بشير عبدالفتاح، الباحث السياسي بالأهرام والمتخصص في الشأن التركي، على حادث إسطنبول، في تصريحات صحفية، بقوله إن تركيا كانت تتعامل مع تنظيم داعش الإرهابي وتوفر له التمويلات والعلاج والإيواء.
وأشار الباحث السياسي إلى أن بعض الدول في العالم كانت تميل إلى توظيف الإرهاب في سياستها الخارجية، لخدمة أهدافها ومن بينها تركيا التي تتعرض لضغوطات من كل دول العالم بسبب إيواء الإرهابيين.
وتابع أنه حينما بدأت تركيا تأخذ مسارا مختلفا تجاه موقفها مع التنظيمات الإرهابية نتيجة الضغوط الدولية، ورحلت بعض الإرهابيين من أراضيها، ولذلك هي تتعرض الآن لهجمات انتقامية من هذه العناصر.
وأكد بشير عبدالفتاح أن تركيا تدفع ثمن سياسات خاطئة كانت تتبناها في السابق، تتمحور حول التدخل في شؤون الدول الخارجية وإيواء الإرهاب وتمويله، مردفا أنه من الطبيعي أن ينقلب السحر على الساحر، مضيفا أن تفجير إسطنبول سيكون له تبعات سلبية على الاقتصاد التركي، مشيرا إلى أن قرار حظر التغطية الإعلامية للحادث ليس في محله لأنه من المهم تقديم المعلومات الدقيقة للرأي العام.
وأوضح الباحث السياسي أن تركيا ربما تخشى من اتضاح الصورة الحقيقية حول الحادث، وكشف تفاصيل بشأن تورط الرئيس التركي في دعم وتمويل العناصر الإرهابية التي انقلبت عليه، حينما حاول فك الارتباط بها، لافتا إلى أن الحادث الإرهابي في تركيا جاء منحة من السماء للأذرع الإعلامية الإخوانية، لتجاهل الخوض في 11-11 التي كشفت فشل دعواتهم لإثارة الفوضى، وأكدت التفاف الشعب المصري حول القيادة السياسية.