يعاني أبناء اليمن من أسوأ كارثة إنسانية في العالم، على يد ميليشيات الحوثي ونظيرتها الإخوانية؛ إذ أحرقت البلاد بالانقلاب والحروب الأهلية التي أشعلتها الأطراف الخارجية أيضا، لتتحول حياة جميع اليمنيين إلى جحيم حقيقي، خاصة المسجونين، الذين يقبعون حاليا في أبشع السجون.
وهو ما رصدته صحيفة “آرب نيوز” الدولية الناطقة بالإنجليزية، في أحدث تقاريرها عن اليمن، مؤكدة أنه منذ سيطرة جماعة الحوثي على مناطق في اليمن بالقوة أواخر عام 2014، تعرض المئات من المدنيين للخطف والإخفاء القسري والتعذيب بلا رحمة على أيدي الميليشيات.
فيما قال جوناثان داغر، رئيس مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، إنه: “أثر احتجازه التعسفي لأكثر من عام على صحته العقلية ورفاهيته يحتاج إلى عناية طبية عاجلة، والأهم من ذلك أنه يحتاج إلى الإفراج عنه، ندعو الحوثيين على وجه السرعة إلى إطلاق سراحه”.
وتحدثت عائلة الصحفي للرقابة الإعلامية الدولية قائلة: إن الشاب البالغ من العمر 28 عامًا فقد ما يقرب من نصف وزن جسمه، وزادت حالته النفسية والعقلية سوءًا، حيث منعه الحوثيون من الحصول على أدويته، بل ومنعوا الزوار من إحضار الكتب، وقال شقيقه سلطان: “في المرة الأخيرة التي رأيت فيها يونس، كان مدمراً عقلياً”.
فيما طالبت جمعية مراسلون بلا حدود الحوثيين بالإفراج الفوري عن الصحفي اليمني الشاب يونس عبدالسلام الذي اختطفته الميليشيات في صنعاء عام 2021، مؤكدة أن حالته الصحية تدهورت وأنه بحاجة إلى رعاية طبية طارئة.
وكشفت ناشطة يمنية في مجال حقوق الإنسان عن محاولة انتحار لإحدى النساء داخل سجن يسيطر عليه الحوثيون في صنعاء بعد تعرضها لسوء المعاملة الجسدية والنفسية “الشديدة” من قِبل خاطفيها، بالإضافة إلى الظروف اللاإنسانية في معتقلات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وحاولت السجينة الانتحار الأسبوع الماضي بقطع شرايين يديها، هرباً من المعاملة التعسفية والتعذيب من قِبل آسري الحوثيين داخل السجن المركزي بصنعاء، وهو أمر تكرر مع أكثر من معتقلة أخرى.
ومن ناحيتها، أكدت أمة السلام الحاج، رئيسة جمعية أمهات المختطفين، وهي مجموعة تضم آلاف النساء من أسر أسرى الحرب المدنيين، أنه تم إنقاذها من قِبل سجينات أخريات في الغرفة وهي تنزف بنقلها إلى مرفق طبي، مشيرة إلى أنه بعد زيارة أهالي المعتقلات للسجن المركزي في صنعاء انتشر خبر محاولة الانتحار على نطاق واسع.
وقالت: “هناك عنف شديد داخل سجون الحوثيين، وهو ما دفع بعض السجينات إلى محاولة الانتحار أكثر من مرة”، مضيفة أن منظمتها وثقت محاولات انتحار مماثلة من قِبل النزلاء بسبب المعاملة القاسية من قِبل الشرطيات الحوثيات المعروفات باسم زينبيات، بشكل أساسي من آسرة الحوثيين سيئة السمعة تعرف باسم أم الكرار، وأضافت أن انتصار الحمادي، عارضة الأزياء والممثلة اليمنية التي اختطفها الحوثيون من أحد شوارع صنعاء مطلع العام الماضي، حاولت هي الأخرى الانتحار نتيجة سوء المعاملة التي تعرضت لها على يد أم الكرار وغيرها من الخاطفات الحوثيات.