ذات صلة

جمع

إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط لإنهاء الصراع.. والإعلان خلال ساعات

رغم استمرار الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق في لبنان،...

روسيا تجند مرتزقة يمنيين بمساعدة الحوثيين للقتال في أوكرانيا.. ما التفاصيل؟

جندت القوات المسلحة الروسية مئات الرجال اليمنيين للقتال في...

خيانة تحت ستار القضية.. فضائح إخوانية في تركيا تخدم إسرائيل

في السن الأخيرة، تفاقمت فضائح جماعة الإخوان الإرهابية في...

الحكومة الإسرائيلية تقرر مقاطعة صحيفة عبرية لهذه الأسباب

وافقت الحكومة الإسرائيلية، السبت، بالإجماع على مقاطعة صحيفة "هآرتس"...

صراعات جديدة وانشقاقات محتملة.. هل تتفتت جبهة الإخوان في بريطانيا بعد وفاة إبراهيم منير؟

بعد وفاة القائم بأعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير، عن عمر ناهز 85 عاما الجمعة الماضية، في العاصمة البريطانية لندن، زادت الأزمات داخل جماعة الإخوان، التي تعاني من الانشقاقات والتشرذم والرفض والفشل في مختلف الدول العربية وداخليا أيضا، وهو ما أثار التساؤل بشأن قرب تفتتها تماما.

يوم الجمعة الماضية، كشف القيادي الإخواني، خالد حمدي، عن سبب وفاة القائم بأعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير، عن عمر ناهز 85 عاما في العاصمة البريطانية لندن، وكتب حمدي، في تغريدة على تويتر: “توفي -وهو ابن الخامسة والثمانين- أثناء لقاء له مع إخوانه عن بُعد، قام خلاله يتوضأ فعاد من وضوئه وهو يتوجع من بعض الألم في رأسه تبين بعدها أنها جلطة في المخ توفي بعدها بساعات”.

ويعد منير أحد أقطاب جماعة الإخوان، حتى تولى منصب قيادي بارز في التنظيم الدولي للجماعة، وهو القائم بأعمال مرشد الإخوان في أعقاب القبض على محمود عزت في أغسطس 2020، وسبق أن حُكم على منير بالأشغال الشاقة لـ10 سنوات في قضية إحياء تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965، وكان عمره وقتئذ 28 عاماً. وفي 26 يوليو 2012، أصدر الرئيس الإخواني المخلوع محمد مرسي عفوا عاما عنه.

خلال الفترة القليلة الماضية، تتصارع ثلاث جبهات على السيطرة على الجماعة وقيادتها، وهي: “جبهة لندن” التي كان يقودها منير قبل رحيله، و”جبهة إسطنبول” التي يقودها محمود حسين، و”جبهة التغيير” التي أعلنت عن نفسها مؤخرًا، والتي يسميها البعض “الكماليون” نسبة إلى القيادي الإخواني محمد كمال، الذي قُتل في مواجهات مع قوات الأمن المصرية عام 2016.

وبعد ساعات من وفاة إبراهيم منير، تم الإعلان عن تكليف محيي الدين الزايط بإدارة أمور جماعة الإخوان المسلمين “مؤقتًا” حتى يتم الإعلان عن القائم بالأعمال الجديد، في محاولة للتأكيد على عدم وجود خلافات في جبهة لندن.

ووفقا لمراقبين توجد 3 شخصيات مرشحة لخلافة منير، على رأسهم الزايط الذي يفتقد للكاريزما وقوة الشخصية بالجماعة، فضلا عن عبدالمعطي الجزار الذي سبق أن تولى منصب مسؤول المكتب الإداري لإخوان القليوبية، وحكم عليه عام 1966 بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية تنظيم 65، لكنه خرج من السجن في عام 1975، وتأثر بكتابات سيد قطب وأفكاره، حيث يعد من القطبيين، بالإضافة إلى حلمي الجزار الذي شغل منصب نائب رئيس المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بالجيزة، وعضو مجلس الشورى العام للجماعة، وقد خضع لمحاكمة عسكرية في عام 1975 ولكن تمت تبرئته، كما تولى منصب أمين عام حزب الحرية والعدالة بالجيزة.

ومن المتوقع أن تؤثر وفاة منير بشدة على حالة الصراع القائمة مع جبهة محمود حسين، ليظل مستمرا ومتأججا، وهو ما أكده البيان الصادر عن جبهة لندن بعد وفاة منير مباشرة، والنعي الذي أصدرته جبهة إسطنبول؛ إذ أكد أن اختيار القائم بأعمال المرشد سيكون من بينها، أن اجتماعات الجبهة منعقدة منذ الإعلان عن وفاة منير لترتيب الأوضاع، وستبقى منعقدة لحين الإعلان عن القائم بأعمال المرشد الجديد، كما أنها شددت على تمسكها بقيادة (الإخوان) وإعادة بناء مؤسسات التنظيم، وهو ما يعني أن الجبهة مصممة على المضي في صراعها مع جبهة إسطنبول حول السيطرة على الجماعة.

وهو ما رجح سيناريوهين رئيسيين؛ الأول يتعلق بنشوب خلافات علنية داخل جبهة لندن حول بديل إبراهيم منير، والثاني حال نجاح الجبهة في اختيار هذا البديل والاستقرار عليه، وفي حال السيناريو الأول فهو الأصعب لجبهة لندن، والأفضل لجبهة محمود حسين، حيث ستستفيد الثانية من الخلافات الداخلية حال حدوثها في الأولى، من خلال استقطاب عناصر ممن يتأرجحون بين الجبهتين، ومن ثَم فإن عدم قدرة جبهة لندن على احتواء هذه الخلافات الناتجة عن عدم التوافق على بديل لمنير بشكل سريع، سيضعف من درجة تماسكها أمام أعضاء الإخوان الآخرين، وقد يدفع بالكثير منهم إلى الانضمام إلى جبهة محمود حسين؛ الأمر الذي يجعل الأخيرة في موقف قوة يمكنها من حسم صراعها ضد جبهة لندن.

ويرى مراقبون أنه من المتوقع أن تشهد جبهة لندن خلافًا كبيرًا حول بديل منير، حيث لا يوجد إجماع على قيادة معينة يمكنها أن تحل محل منير، وذلك بالرغم من تعدد القيادات الإخوانية، فضلًا عن أن الإعلان عن تولي الزايط إنما كان بمثابة إجراء سريع لإدارة الجبهة حتى موعد الانتخابات، التي سوف تتم في الغالب من خلال المكاتب الإدارية والشُّعَب لاختيار قائم بأعمال المرشد.

لذا فإن ضعف جبهة لندن سيصب في صالح جبهة إسطنبول التي قد تستطيع في هذه الحالة أن تتواصل مع جبهة التغيير في ظل اشتراكهما في العديد من المواقف ومن بينها رفض توجهات جبهة لندن الساعية إلى الانسحاب من أي صراع سياسي على السلطة في مصر، بل ومحاولة التصالح مع النظام هناك. ومن ثَم قد تستطيع جبهة محمود حسين فرض سيطرتها على الجماعة ولم شملها والتخفيف من الانقسامات الحالية.

والثابت أن جبهة محمود حسين قد تكون هي المستفيد الأكبر من وفاة إبراهيم منير الذي ربما لا تتمكن جبهته (جبهة لندن) من إيجاد بديل له يتمتع بنفس قدراته وعلاقاته الداخلية والخارجية، ومن ثَم قد تستطيع جبهة إسطنبول، باستغلال بعض أوجه الضعف التي قد تترتب على غياب منير، دعم موقفها في الصراع المستمر بين الجبهتين، وهو ما يعني استمرار الانقسام داخل الجماعة الأم.

spot_img