ذات صلة

جمع

الأمم المتحدة تجمع قادة العالم وسط قلق من اندلاع صراع إقليمي في لبنان

يشهد الشرق الأوسط توترات متزايدة بين إسرائيل وحزب الله...

اتهامات أوروبية.. نتنياهو يعترض الرسائل الموجهة إلى إيران

تتفاقم التوترات بين إيران وإسرائيل في الفترة الأخيرة، مما...

خبير عسكري: حرب لبنان الثالثة بدأت مع تفجيرات “البيجر”

ما زالت تبعات الهجوم الدموي الذي شنته قوات الاحتلال...

هل تهدف إسرائيل إلى الوصول لصفقة سرية مع حرب الله؟

في ظل الحرب المتصاعدة بين حزب الله وإسرائيل والتصعيد...

توقيع ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل رسمياً اليوم.. واحتفاء دولي واسع

في حدث تاريخي من نوعه، بعد أشهر من مفاوضات ضخمة بوساطة أميركية، وقع الرئيس اللبناني ميشال عون رسمياً على رسالة تصادق على اتفاق تاريخي لترسيم الحدود البحرية لبلاده مع إسرائيل، بما يساعد إسرائيل في البدء بإنتاج الغاز من منطقة كان متنازعاً عليها، فيما يأمل لبنان، الغارق في انهيار اقتصادي، التنقيب قريباً.

وعقب التوقيع، أكد كبير مفاوضي لبنان للصحافيين اليوم الخميس، أن الرئيس ميشال عون وقع رسالة توافق على اتفاق تاريخي توسطت فيه الولايات المتحدة يرسم الحدود البحرية لبلاده مع إسرائيل.

وأضاف نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، متحدثاً من القصر الرئاسي، أن الرسالة تمثل بداية “حقبة جديدة”، وأن الخطاب سيُقدم إلى المسؤولين الأميركيين عند نقطة حدودية في أقصى جنوب لبنان في الناقورة في وقت لاحق الخميس.

كما نقلت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية الرسمية عن الوسيط الأميركي، كبير المستشارين الأميركيين لشؤون أمن الطاقة العالمي، عاموس هوشستين، قوله عقب اجتماعه مع عون: إن الاتفاق “تاريخي”.

وتابع: “نشهد يوماً تاريخياً، تم التوصل فيه إلى اتفاق لتوفير الاستقرار على جانبي الحدود. اتفاقية الترسيم البحري ستكون نقطة تحول للاقتصاد اللبناني وسيشعر المواطنون بتأثيرها قريباً”.

من ناحيته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن لبنان “اعترف” بدولة إسرائيل من خلال موافقته على الاتفاق على ترسيم حدوده البحرية مع الدولة العبرية بوساطة أميركية.

وقال لابيد، صباح اليوم، في مستهل اجتماع مجلس الوزراء الخاص، الذي يُعقد للمصادقة النهائية على الاتفاق قبل أن يوقع عليه رئيس الوزراء في مكتبه، “هذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره”.

فيما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الاتفاق “سيأخذ شكّل تبادل رسالتين، واحدة بين لبنان والولايات المتحدة وأخرى بين إسرائيل والولايات المتحدة”.

ومن المقرر أن تقام في وقت لاحق اليوم مراسم اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، في قاعدة الأمم المتحدة ببلدة رأس الناقورة الحدودية، بمشاركة فريق التفاوض الإسرائيلي ووفود من لبنان والولايات المتحدة والأمم المتحدة، وستحضر المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونِتسك، التوقيع، حيث سيتم تسليمها الإحداثيات الجغرافية المتعلقة بترسيم الخط البحري التي اتفق الطرفان على إرسالها للأمم المتحدة.

وعشية التوقيع، أعلنت شركة إنرجيان بدء إنتاج الغاز الأربعاء من حقل كاريش البحري الذي كان يقع في منطقة متنازع عليها وبات كاملاً من حصة إسرائيل بموجب الاتفاق.

وتسارعت منذ أشهر التطوّرات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بعد توقف لأشهر جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها. وبعد لقاءات واتصالات مكوكية، قدم الوسيط الأميركي آموس هوكستين، الذي تقود بلاده وساطة منذ عامين، بداية الشهر الحالي عرضه الأخير، وأعلن الطرفان موافقتهما عليه.

وقبل التوصل إلى الاتفاق كان لبنان وإسرائيل يتنازعان على منطقة بحرية غنية بالنفط في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً، وتوسطت واشنطن في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية الخلاف وترسيم الحدود، وستحل تلك الإحداثيات مكان تلك التي أرسلتها الدولتان إلى الأمم المتحدة في العام 2011.

وأوضح متحدث باسم الرئاسة اللبنانية أن مهمة الوفد اللبناني ستقتصر على “تسليم الرسالة فقط بحضور هوكستين وممثل الأمم المتحدة، ولن يلتقي مع الوفد الاسرائيلي إطلاقاً”، ولم يحدد لبنان الغارق في أزمات وانقسامات سياسية حادة، قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون نهاية الشهر الحالي، حتى الآن الجهة التي ستوقع على الاتفاق.

وسبق أن أكد الرئيس الأميركي جو بايدن إثر لقائه نظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الأربعاء أن من شأن الاتفاق أن “يخلق أملاً جديداً وفرصاً اقتصادية”، ووصفه بـ”التاريخي”.

وسيدخل الاتفاق حيز التنفيذ، وفق النص الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، عندما ترسل الولايات المتحدة “إشعاراً يتضمن تأكيداً على موافقة كل من الطرفين على الأحكام المنصوص عليها في الاتفاق”.

ولم يكن التوصل إلى اتفاق بالأمر السهل؛ إذ إن المفاوضات التي بدأت في العام 2020 تعثرت مرات عدة، قبل أن تتسارع منذ بداية يونيو إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش، الذي كان لبنان يعتبر أنه يقع في منطقة متنازع عليها.

وبموجب الاتفاق الجديد، يصبح حقل كاريش بالكامل في الجانب الإسرائيلي، فيما يضمن الاتفاق للبنان حقل قانا الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين، وستشكل الرقعة رقم 9 حيث يقع حقل قانا منطقة رئيسية للتنقيب من قِبل شركتي توتال الفرنسية وإيني الإيطالية اللتين حصلتا على عقود للتنقيب عن النفط والغاز.

وأعلنت شركة إنرجيان الأربعاء بدء إنتاج الغاز من حقل كاريش، وقالت إنها تأمل أن تتمكن في المدى القريب من إنتاج 6,5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، على أن ترتفع الكمية لاحقاً إلى ثمانية مليارات متر مكعب في السنة، وقالت الشركة “يسرنا أن نعلن إنتاج أولى كميات الغاز من حقل كاريش قبالة سواحل إسرائيل بأمان… يتزايد تدفق الغاز باطراد”.

أما لبنان، فقد أعلنت السلطات أنه تم الاتفاق مع شركة توتال الفرنسية على البدء بمراحل التنقيب فور الاتفاق النهائي، وبرغم الاتفاق، يرى خبراء أن لبنان لا يزال بعيداً من استخراج موارد النفط والغاز، وقد يحتاج ذلك من خمس إلى ست سنوات.

وتعوّل السلطات اللبنانية على وجود ثروات طبيعية من شأنها أن تساعد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ ثلاث سنوات، وصنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، وقد بات أكثر من 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% أمام الدولار.

spot_img