لقي أسير حرب يمني مصرعه في أحد معتقلات الحوثي، جراء تعرُّضه للتعذيب حتى الموت، في واقعة هزت وأدمت قلوب الشارع اليمني.
وكشفت مصادر حقوقية يمنية أن ميليشيات الحوثي أبلغت أسرة الأسير عبدالوهاب الشاجع أن نجلها لفظ أنفاسه بعد نحو عام من وُقوعه في الأسر إثر إصابته في جبهات مأرب، شرقي اليمن.
ووجهت أسرة شاجع ميليشيات الحوثي بتعمُّد ترك ابنها ينزف حتى الموت، مؤكدة أن “الحوثيين تركوه حتى جاء خبر مقتله تحت التعذيب”.
ومن ناحيته، كتب شقيقه الإعلامي عبدالباسط الشاجع عبر حسابه على “تويتر”، أنه تلقى “بعد عام كامل من الشوق والحنين لعودته بعد أن وقع أسيرًا وجريحًا في معركة قادها مع مجموعة من الأبطال في مديرية الجوبة في مأرب، تلقينا اليوم نبأ استشهاد أخي الأكبر، عبدالوهاب.. تركته الحوثية ينزف حتى الموت”.
وتسبب مقتل أسير الحرب “الشاجع” تحت التعذيب في انتقادات حقوقية وحكومية واسعة، إذ طالبت منظمة “رايتس رادار” اليمنية، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، بإجراء تحقيق مستقل في ملابسات الوفاة.
كما أعلنت الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني، أن “الأسير عبدالوهاب الشاجع تعرض خلال فترة الأسر لأبشع صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من الرعاية الصحية وأبسط الحقوق”، مضيفًا أن :”حال آلاف الأسرى والمختطفين القابعين في معتقلات المليشيات غير القانونية بينهم سياسيون وإعلاميون وصحفيون وحقوقيون ونشطاء”.
وندد الإرياني، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، بأشد العبارات بإقدام ميليشيات الحوثي الإرهابية على تصفية الجندي الأسير الشاجع، تحت التعذيب، بعد عام من أَسْره أثناء مشاركته في معارك الدفاع عن محافظة مأرب، ورفضها تسليم جثته لأسرته إلى الآن لإخفاء معالم جريمتها.
وتابع: إن “المواقف الدولية المتخاذلة إزاء جرائم تعذيب الأسرى والمختطفين وقتلهم بهذه الصورة الممنهجة، شجع ميليشيا الحوثي الإرهابية على ممارسة المزيد من البطش والتنكيل ضدّ الأسرى والمختطفين المدنيين، والإمعان في إرهاب المجتمع الرافض لانقلاب الميليشيات”.
كما دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة واضحة لهذه الجريمة النكراء، وملاحقة ومحاكمة مرتكبيها ومَن يقف خلفهم باعتبارهم “مجرمي حرب”، والضغط على ميليشيا الحوثي لإجراء تبادُل فوري للأسرى والمختطفين على قاعدة “الكل مقابل الكل”.
وتلك الجريمة الشنعاء، تنضمّ إلى سلسلة جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية التي ارتكبتها بحق الأسرى والمختطفين، إذ رصدت وزارة حقوق الإنسان اليمنية أواخر العام الماضي، أكثر من (350) حالة قتل تحت التعذيب من إجمالي (1635) حالة تعرضت للتعذيب، في معتقلات الحوثي.
جدير بالذكر أنه تُجرى محاولات لأجل تمديد الهدنة باليمن رغم تعنُّت ميليشيات الحوثي وتهديدها للشركات النفطية والملاحية، إذ قال الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مساء أمس الثلاثاء: إن “مساعيَ تمديدِ الهدنة في اليمن لا تزال قائمة، والحكومة اليمنية أبدت مرونة كبيرة بمسؤولية عالية تجاه مصلحة اليمن”.