تفاقم الأوضاع الصحية والمالية لملايين العمال الوافدين في قطر مع انتشار فيروس كورونا وانقطاع مرتباتهم منذ الجائحة، بالإضافة إلى تسريح الآلاف منهم نظراً لانهيار الاقتصاد القطري، فيعاني العمال في ظل تعنت السلطات القطرية وممارستهم أبشع الجرائم في حق العمال البسطاء، حيث أكد تقرير إخباري أميركي في مجلة “بورجن” الأميركية المتخصصة في تناول قضايا الفقراء أن العمال المهاجرين في قطر، والذين يمثلون حوالي 60% من السكان و95% من القوة العاملة، يعيشون حياة مأساوية من الناحية العملية والاجتماعية والصحية وسط ظروف العمل والحياة غير الآدمية.
وكشفت المجلة الأميركية أن معظم العمال المتواجدين في معسكرات العمل في المنطقة الصناعية القطرية في معاناة مستمرة بسبب ظروف العمل غير الصحية والمساكن المكتظة بالعمال؛ ما يشكل خطورة مفجعة على حياتهم لتفشي وباء كورونا القاتل في الدوحة، وتجعل هذه الظروف من الضروري على العمال التماس الرعاية الطبية في قطر على أساس يومي، ولكن الواقع غير ذلك، فالرعاية الصحية للعمال الوافدين في قطر شبه منعدمة تماما، حيث أظهر رصد لجامعة جورجتاون في واشنطن معاناة العمال في مخيمات العمل، حيث يواجهون أربع عقبات رئيسية عند محاولتهم الوصول إلى الرعاية الصحية في قطر، وأبرز هذه العقبات التي يواجهونها هي الدخل المنخفض.
وما زال العمال الوافدون في الدوحة تحت رحمة أصحاب الأعمال؛ فبموجب النظام القطري يصبح العمال الوافدون معتمدين على أصحاب عملهم، لأن النظام يضمن منح أصحاب العمل سلطة كبيرة على العمال، ونتيجة لذلك يدفع أصحاب العمل لعمالهم في كثير من الأحيان أقل من الحد الأدنى للأجور، وبالتالي لا يمكن للعمال الحصول على تأمين صحي، وبالإضافة إلى الدخل المنخفض هناك عقبة أخرى تواجه العمال وهي النقل، فمع الدخل المنخفض لهم غالباً ما يكون العمال غير قادرين على تحمل تكاليف النقل اللازمة للوصول إلى المرافق الطبية البعيدة؛ ما يؤدي إلى عدم حصولهم على الرعاية الطبية في الوقت المناسب، فلا توجد مستشفيات في الموقع لمعسكرات العمل.
