سنوات عجاف يعيشها الشعب الليبي في ظل سيطرة جماعة الإخوان المسلمين والميليشيات المسلحة التابعة لها على موارد البلاد وتحكمهم في كل شيء داخل ليبيا منذ سقوط نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
وخلال الفترة الأخيرة تلاحظ وجود زيادة في أعداد المهاجرين الليبيين بطرق غير شرعية، رغم تمتع البلاد بالثروات والنفط التي تكفي لتوفير فرص عمل مميزة للشباب الليبي.
وبدأ الليبيون اللجوء لحيلة الهجرة غير الشرعية بعد الاضطرابات الأمنية التي شهدتها البلاد في عام 2011 وفي ظل الصراع على إسقاط نظام القذافي، وظلت نسب الهجرة تتزايد عاما تلو الآخر حتى سجلت المنظمة الدولية للهجرة خلال عام 2020 وصول 386 ليبياً إلى إيطاليا عبر الهجرة غير الشرعية من البحر، في ظاهرة كشفت عن لجوء الشباب إلى الهجرة غير الشرعية خلال السنوات الأخيرة بل وتضاعف الأعداد كل عام.
وتشتهر ليبيا بأنها قبلة الشباب العربي والإفريقي لتسهيل تهريبهم إلى قارة أوروبا وبخاصة إيطاليا حتى لجأ الليبيون أنفسهم إلى تلك الحيلة وذلك للهروب من جحيم الإخوان والميليشيات بالبلاد.
وكشف استطلاع أجراه جهات دولية عن رغبة مليون ونصف ليبي الهجرة للخارج وسط تأكيدات بأن الأكثر إقبالا على الهجرة هم فئة الشباب وبخاصة الذكور الحاصلون على تعليم جيد، حيث تتراوح أعمارهم بين 18-29 سنة، في تأكيد على رغبتهم للهروب من ليبيا في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية بالبلاد واستمرار الأزمة السياسية باشتعال الصراع على السلطة بين عبدالحميد الدبيبة وفتحي باشاغا.
يأتي ذلك بالتزامن مع انهيار قطاعات التعليم والصحة في ليبيا؛ الأمر الذي أدى إلى فقدان الشباب للأمل في المستقبل وتطوير ذاتهم وبناء مشاريعهم المستقلة مع انهيار دخل المواطن في ليبيا إلى النصف تقريبًا مقارنة بما كان يحدث قبل عام 2011 حيث كان دخل المواطن وقتها أكثر من 15 ألف دولار سنويًّا، حتى وصل خلال الآونة الأخيرة إلى 6000 دولار في العام.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 انتشر السلاح بين المدنيين، حتى تسبب الأمر في زيادة معدلات الجريمة داخل ليبيا وذلك جراء وجود أكثر من 20 مليون قطعة سلاح في بلد يصل عدد سكانه إلى 7 ملايين نسمة فقط وهو مؤشر يؤكد زيادة معدلات الجريمة في البلاد حتى وصلت إلى 137 حالة قتل خلال 5 أشهر من عام 2022 فقط.
وسجلت ليبيا نسبة 60.5 في المئة بمعدل الجريمة، وهي نسبة تُعتبر عالية، بينما سجلت 39 في المئة بمعدل الأمان، في حين سجلت نسبة الجريمة خلال السنوات الثماني الماضية أرقاماً مرتفعة، كان أقلها عام 2017 بنسبة 54 في المئة، وأكثرها سوءاً العام 2015 بنسبة 70 في المئة، ليجد الشباب الليبي في النهاية ضالته في الهجرة للهروب من شبح الموت على يد الميليشيات التي ترسخ للوجود الإخواني في ليبيا لسنوات طويلة على حساب الشعب ومستقبل البلاد.