اتخاذ الإمارات قرارًا حاسمًا بشأن جرائم المحامي عاصم غفور، المتورط في العديد من جرائم الإخوان وغسل الأموال والتحرش بالأطفال والتهرب الضريبي وعلاقاته مع المنظمات الإسلامية الإرهابية في تركيا، أثار غضب المنظمات الإرهابية والإسلامية التي تبذل مساعي عديدة حاليًا للإفراج عنه، إذ تبذل المنظمات التابعة للجماعة بأوروبا وأميركا محاولات ضغط لهذا السبب.
وتتزايد الضغوط في الولايات المتحدة للإفراج عن عضو مجلس أمناء منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) عاصم غفور المحامي من ولاية فرجينيا والذي عمل سابقا محاميا للصحافي السعودي جمال خاشقجي، وعقد أعضاء بالكونجرس ومجموعة من المنظمات الإسلامية يوم الخميس مؤتمرين صحفيين منفصلين للفت الانتباه إلى قضية المحامي عاصم غفور الذي اعتقل الشهر الجاري.
وفي يوليو الماضي، تم إلقاء القبض على عاصم غفور أثناء توقفه بمطار دبي الدولي، بعد حكم إدانة صادر ضده غيابيا في قضية غسيل أموال استنادا إلى أدلة اطلعت عليها المحاكم الإماراتية، إذ أدانته محكمة إماراتية بـ”ارتكاب جريمتي تهرب ضريبي وغسل الأموال مرتبطتين بعملية تهرب ضريبي في دولته”، وقضت بمعاقبته بالحبس ثلاث سنوات، وتغريمه مبلغ ثلاثة ملايين درهم، مع الإبعاد عن الدولة.
وتم التوصل لذلك الحكم بعد تعاون بين الإمارات وأميركا، وهو ما أثار غضب الإخوان وجعلها تدفع بأذرعها للضغط من أجله، حيث ورد طلب مساعدة قضائية من السلطات الأميركية بشأن تحقيقات تجريها عن المتهم بتهمة التهرب الضريبي، وقيامه بإجراء تحويلات مالية مشبوهة إلى الدولة، وطلبت الاستعلام عن حساباته المصرفية المستلمة لتلك الحوالات والمعاملات المتعلقة بها، وتبين وجود شبهة جريمة غسل أموال، عن طريق قيام المتهم بعمليات تحويلات دولية دون إثبات مصدرها.
وبالرجوع إلى تاريخه الأسود الحافل بالجرائم، يتضح أن عاصم غفور لديه سمعة سيئة للغاية وسجل طويل من المعاملات المشبوهة مع منظمة كير الذراع الإخوانية في الولايات المتحدة أو ما يعرف بمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية والذي تم إنشاؤه عام 1999؛ إذ إنه معروف بكونه المحامي الأشهر بالأوساط الإخوانية، لتورطه في علاقات عديدة مع الجماعة، ويمتلك علاقات متعددة مع التنظيمات المتصلة بجماعة الإخوان، مثل منظمة كير الذراع الأميركية للجماعة، كما تربطه علاقة قوية بنهاد عوض رئيس منظمة كير.
وتتضح تلك العلاقة الإخوانية عبر شهرة غفور بالدفاع عن تنظيمات وشخصيات متشددة من المتهمين بالضلوع في أحداث 11 سبتمبر، وشخصيات أخرى اتهمت بالتشدد مثل سلمان العودة وسفر الحوالي؛ إذ وصل الأمر لكونه أصبح مستشارًا قانونيًا لمنظمات مرتبطة بجماعة الإخوان والمعارضة السعودية، وسبق أن تم إدراج غفور على قائمة أمنية أميركية عام 2014 للمشتبه بهم في تمويل الإرهاب.
وقبل 12 عاما، وجهت له تهم بتمويل الإرهاب بعدما تم الإعلان عن انضمامه لمنظمة داون الإخوانية والتي ذاع صيتها داخل الولايات المتحدة الأميركية وتديرها القيادات الإرهابية، وذلك وسط علاقة تربطه مع المنظمة للدفاع عن المتطرفين والإرهابيين في الغرب، كما قام غفور بالدفاع عن تنظيم “داعش” الإرهابي عبر منظمة ذوينا التي تتخذ من فرجينيا الأميركية مقرًا لها، وقام غفور انطلاقا من ذلك بالدفاع عن المتطرفين الموالين لتنظيم “داعش” الإرهابي.
وبعد تبين العلاقة الإرهابية مع الإخوان غيّر عاصم غفور جلده، واتجه للعمل مع منظمة أخرى تدعى ذوينا المؤسسة من قِبل معارضين سعوديين، مثل عبدالرحمن الحوالي ابن الداعية السعودي المتشدد سفر الحوالي، إذ تبين من خلال تلك العلاقات أنه متورط في تحويلاتها المالية وعملياتها الموازية التي تتم بأساليب غير تقليدية تفاديا للآليات الرقابية القضائية في الدول، وسبق أن تم إدراج غفور على قائمة أمنية أميركية عام 2014 للمشتبه بهم في تمويل الإرهاب.