ذات صلة

جمع

القصف الإسرائيلي في بيروت يعقد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار

شهدت العاصمة اللبنانية بيروت تصعيدًا جديدًا بعد تنفيذ إسرائيل...

ما الذي يمنع إسرائيل وإيران من الدخول في حرب أكبر؟

‏مرّ ما يقرب من شهر منذ إرسال إسرائيل أكثر...

زيارة نانسي بيلوسي تشعل أزمة دبلوماسية بين الصين وأميركا وتايوان.. وعقوبات جديدة صارمة

خلافات طاحنة بين الصين وتايوان منذ فترة طويلة، أججتها أميركا حاليا، بعد أن أقدمت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي على زيارة تايوان، ما أثار غضب الصين وجلبت للبيت الأبيض أزمة جيوسياسية خطيرة.

وحذرت الصين من “عواقب وخيمة” من زيارة بيلوسي، والتي ستكون الثانية في الأحقية لتسلّم مهام الرئاسة بعد نائب الرئيس في حالة شغور المنصب، وهو ما يزعج الصين، التي تعتبر تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي مقاطعة صينية منشقة يجب أن تصبح جزءاً من البلاد، ولم تستبعد بكين إمكانية استخدام القوة لتحقيق ذلك.
ومنذ قليل، أنهت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي زيارتها لتيوان، إذ تعد أرفع مسؤول في الولايات المتحدة يزور الجزيرة منذ 25 عاماً، وقالت: “اليوم جاء وفدنا إلى تايوان ليقول بشكل لا لبس فيه إننا لن نتخلى عن التزامنا تجاه تايوان وإننا فخورون بصداقتنا الدائمة”.
ووصلت بيلوسي الثلاثاء إلى تايوان، على الرغم من محاولة الرئيس الأميركي جو بايدن ثنيها عن الذهاب إلى تايبيه، وقالت بيلوسي إنها تريد احترام التزام أميركا الثابت لما وصفته بالديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان.

وأعلنت رئيسة تايوان تساي إنغ ون الأربعاء أن بلادها “لن تتراجع” في مواجهة تهديد الصين التي تستعد لتنظيم مناورات عسكرية تنطوي على خطورة بالقرب من سواحل الجزيرة رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي.
وخلال لقاء مع تساي في تايبيه، قالت بيلوسي إنها جاءت إلى المنطقة “بسلام”، مؤكدة في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزاماتها حيال الجزيرة الديمقراطية التي تعيش تحت التهديد الدائم لغزو صيني.
ومن ناحيتها، اعتبرت وزارة الخارجية الصينية أن الزيارة بمثابة “الانتهاك الخطير” للالتزامات الأميركية حيال بكين الذي “يقوض بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليميين”، ووعدت بمعاقبة تايوان.

واستدعت الحكومة الصينية السفير الأميركي نيكولاس بيرنز، وعبر نائب وزير الخارجية شيه فينغ عن “احتجاجات حازمة” لبلده على الزيارة، وقال إن “المبادرة (زيارة بيلوسي لتايوان) صادمة جداً والعواقب ستكون خطيرة جداً”، كما ذكرت وكالة الصين الجديدة.

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان الثلاثاء، إن زيارة بيلوسي “تنتهك بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها”، محذرة من أن الزيارة “تقوض بشكل خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وترسل إشارة خاطئة بشكل خطير إلى القوات الانفصالية بشأن استقلال تايوان”.
وسرعان ما أعلنت الصين، اليوم الأربعاء، فرض عقوبات اقتصادية على تايوان، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة، إذ علقت إدارة الجمارك الصينية، استيراد بعض أنواع الفاكهة والأسماك من تايوان وتصدير الرمال الطبيعية إلى الجزيرة، وأكدت أنها رصدت “مرارا” نوعا من الطفيليات الضارة على ثمار الحمضيات وسجلت مستويات مفرطة من مبيدات الحشرات.
كما أعلنت وزارة التجارة من جانبها، “تعليق تصدير الرمال الطبيعية إلى تايوان” اعتبارا من الأربعاء، دون إبداء أي تفسير، وفقا لفرانس برس، وقال مجلس الزراعة التايواني الثلاثاء إن الصين تذرعت بانتهاكات تنظيمية لتعليق استيراد سلع مختلفة من الجزيرة مثل منتجات الأسماك والشاي والعسل.
بينما أعدت وزارة الدفاع الصينية “بأعمال عسكرية محددة الأهداف”، عبر سلسلة من المناورات العسكرية حول الجزيرة، بما في ذلك “إطلاق الذخيرة الحية بعيدة المدى” في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين.

وفي أعقاب ذلك، تبادل نشطاء صينيون، الأربعاء، مقطع فيديو يوضح القصف الصيني الكثيف باتجاه مضيق تايوان من إقليم فوجيان، ضمن مناورات جيش التحرير الشعبي ردا على زيارة نانسي بيلوسي لتايوان، وأظهرت اللقطات قصف متواصل، حول الليل إلى نهار، مما ينذر بتفاقم الأوضاع بين الصين وتايوان.
وبعد مغادرة المسؤولة الأميركية، وجه رئيس الحكومة التايوانية، سو تسينج تشانج، وزراءه بالعمل على تجنب التحرشات مع الصين، وضمان الأمن.
كما طالبت الحكومة المنظمات الإعلامية، “على توخي الحذر عند الاستشهاد بتقارير إخبارية من وسائل الإعلام الصينية”، مشددة على ضرورة توخي الحذر عند استخدام برامج صينية “في الأوقات الحساسة”.
ورفعت الوحدات الحكومية التايوانية مستوى التأهب لـ”أمن المعلومات”، مشيرة إلى تلقيها تهديدات إلكترونية أكثر بـ 23 مرة من المعتاد.

spot_img