بعد أن اتخذت الإمارات بالتعاون مع أميركا قرارا حاسما بالتصدي للإرهابي المحامي عاصم غفور، تشن بعض الجهات المدفوعة في أوروبا حملات ضغط على الإمارات للإفراج عنه، رغم أنه متهم بعدة قضايا ومنها أيضا التحرش بالأطفال وغسيل الأموال، والتهرب الضريبي والتحرش بالأطفال والتورط مع الإخوان والمنظمات الإسلامية الإرهابية في تركيا.
وقبل أسابيع، تم القبض على عاصم غفور أثناء توقفه بمطار دبي الدولي يوم 14 يوليو الماضي، فيما يتعلق بحكم إدانة صادر ضده غيابيا في قضية غسيل أموال استنادا إلى أدلة اطلعت عليها المحاكم الإماراتية.
وقبل ذلك، أدانت محكمة إماراتية الأميركي عاصم غفور، المحامي السابق للصحفي جمال خاشقجي، غيابيًا، في اتهامه بـ”ارتكاب جريمتي تهرب ضريبي وغسل الأموال مرتبطتين بعملية تهرب ضريبي في دولته”، وقضت المحكمة بمعاقبته بالحبس ثلاث سنوات، وتغريمه مبلغ ثلاثة ملايين درهم، مع الإبعاد عن الدولة.
وتعود تفاصيل القضية إلى ورود طلب مساعدة قضائية من السلطات الأميركية بشأن تحقيقات تجريها عن المتهم بتهمة التهرب الضريبي، وقيامه بإجراء تحويلات مالية مشبوهة إلى الدولة، وطلبت الاستعلام عن حساباته المصرفية المستلمة لتلك الحوالات والمعاملات المتعلقة بها، وتبين وجود شبهة جريمة غسل أموال، عن طريق قيام المتهم بعمليات تحويلات دولية دون إثبات مصدرها.
وعقب ذلك أي مؤخرا دفعت الإخوان بأذرعها لأجل الضغط للإفراج عن غفور؛ إذ عقد أعضاء بالكونجرس ومجموعة من المنظمات الإسلامية مؤتمرين صحفيين منفصلين للفت الانتباه إلى قضية المحامي عاصم غفور الذي اعتقل الشهر الجاري.
وبالبحث في تاريخه الأسود الحافل بالجرائم، يتبين أن عاصم غفور لديه سمعة سيئة للغاية وسجلا طويلا من المعاملات المشبوهة مع منظمة كير الذراع الإخوانية في الولايات المتحدة أو ما يعرف بمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية والذي تم إنشاؤه عام 199؛ إذ إنه معروف بكونه المحامي الأشهر بالأوساط الإخوانية، لتورطه في علاقات عديدة مع الجماعة.
كما أنه لديه علاقات متشابكة مع التنظيمات المتصلة بجماعة الإخوان، مثل منظمة كير الذراع الأميركية للجماعة، كما تربطه علاقة قوية بنهاد عوض رئيس منظمة كير.
وتأكدت تلك العلاقة الإرهابية، من خلال شهرة غفور بالدفاع عن تنظيمات وشخصيات متشددة من المتهمين بالضلوع في أحداث 11 سبتمبر، وشخصيات أخرى اتهمت بالتشدد مثل سلمان العودة وسفر الحوالي؛ إذ وصل الأمر بكونه أصبح مستشارا قانونيا لمنظمات مرتطبة بجماعة الإخوان والمعارضة السعودية.
كما يعد المستشار القانوني لمنظمة DAWN التي أسستها شخصيات مثل عبدالله العودة نجل الداعية السعودي المتهم بالتشدد سلمان العودة، ثم بعد فترة عمل مع منظمة أخرى تدعى ذوينا المؤسسة من قِبل معارضين سعوديين، مثل عبدالرحمن الحوالي ابن الداعية السعودي المتشدد سفر الحوالي؛ إذ تبين من خلال تلك العلاقات أنه متورط في تحويلاتها المالية وعملياتها الموازية التي تتم بأساليب غير تقليدية تفاديا للآليات الرقابية القضائية في الدول، وسبق أن تم إدراج غفور على قائمة أمنية أميركية عام 2014 للمشتبه بهم في تمويل الإرهاب.
كما أنه في ٢٠١٠، واجه تهماً بتمويل الإرهاب بعدما تم الإعلان عن انضمامه لمنظمة داون الإخوانية والتي ذاع صيتها داخل الولايات المتحدة الأميركية وتديرها القيادات الإرهابية، وذلك وسط علاقة تربطه مع المنظمة للدفاع عن المتطرفين والإرهابيين في الغرب، كما قام غفور بالدفاع عن تنظيم “داعش” الإرهابي عبر منظمة ذوينا التي تتخذ من فرجينيا الأميركية مقرا لها، وقام غفور انطلاقا من ذلك بالدفاع عن المتطرفين الموالين لتنظيم “داعش” الإرهابي.
ومع كل تلك الجرائم المتعددة بين غسيل الأموال والتحرش بالأطفال وأيضا التهرب الضريبي فضلا عن التورط مع الإخوان والسمعة شديدة السوء، فإنه من الطبيعي أن ينتهي المطاف مع عاصم غفور بصدور حكم بإدانته بجريمتي التهرب الضريبي وغسل الأموال بطلب مساعدة قضائية قدمته السلطات الأميركية للاستعلام عن حساباته المصرفية المستلمة لحوالات ومعاملات مشبوهة.