أثار ظهور رئيس ائتلاف “دولة القانون” بالعراق، ورئيس الحكومة الأسبق، نوري المالكي، في صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحمل بندقية في المنطقة الرئاسية، جدلا واسعا بين العراقيين، إذ تسببت في حالة من السخرية والانتقادات.
وظهر نوري المالكي في صور، سربتها مواقع ومنصات مقربة من قوى ما يعرف بـ”الإطار التنسيقي”، إذ ظهر رئيس الائتلاف داخل مكتبه، وهو يرتدي بِزَّة عسكرية بدت مترهلة ولا تتناسب مع مقاس جسده، إذ أثارت السخرية بصورة واسعة.
وظهر رئيس الحكومة العراقية الأسبق، نوري المالكي، وهو يحمل السلاح بالقرب من منزله في المنطقة الخضراء وسط بغداد، وحوله فريق لحمايته، بعد أنباء عن محاولة أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الوصول إلى منزله.
ونشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة قالوا إنها لعناصر من الحشد الشعبي انتشرت بجوار منزل المالكي، بعد أحداث اقتحام متظاهرين من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للبرلمان العراقي.
كما رجح ناشطون أن صور المالكي جاءت بعد انسحاب المتظاهرين من مبنى البرلمان عقب تغريدة من الصدر أمرهم فيها بالانسحاب، قائلاً: “عودوا لمنازلكم فقد أرعبتم الفاسدين”.
وقال بعض النشطاء في تعليقات تهكمية على الصفحات الشخصية، “نوري علم دار”، في إشارة إلى الشخصية الشهيرة في المسلسل التركي “وادي الذئاب”.
وعلق أنصار الصدر على الصور أيضا في حساباتهم الشخصية، بأن “المالكي ظهر مسلحاً يجول المنطقة الخضراء عقب انسحاب المتظاهرين.. أين كنت عند الاقتحام؟”.
فيما اعتبر مراقبون أن صور المالكي أثارت عاصفة سخرية، ولكنها لا تخلو من دلالات خطيرة تنذر ببدء فصل دامٍ في العراق، إذ إن هذه الصور تحمل “رسائل مسلحة”، تبادلها المالكي مع أنصار الصدر، وهي بمثابة إعلان للمواجهة وعدم الاستسلام.
كما يرون أن خطوة المالكي بحمل السلاح والحرص على توثيق الأمر عبر صور، بمثابة رسالة “تحد” أو إبداء استعداد للمواجهة، في ظل استمرار احتجاجات التيار الصدري.
وفي ذات السياق، انتقد المالكي اقتحام أتباع الصدر للمنطقة الخضراء الحكومية ومبنى البرلمان العراقي، وقال في بيان صحافي “إن دخول المتظاهرين من أية جهة كانوا إلى باحات البرلمان في المنطقة الخضراء والتجاوز على الحماية الأمنية للمنطقة، يعد انتهاكا سافرا لحق التظاهر المشروع”.
ووثقت مقاطع فيديو متظاهرين يدخلون مبنى البرلمان في المنطقة المحصنة، أمس الخميس ، ويتوعدون بـ”قطع” رأس نوري المالكي بوصفه العدو اللدود.
وكان الصدر وجه أنصاره بعد نحو ساعتين من دخول المنطقة المحصنة بالانسحاب وخاطبهم قائلا “رسالتكم وصلت وأرعبت الفاسدين”.
يذكر أن العلاقة بين الصدر والمالكي توترت في الآونة الأخيرة، بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر الماضي، ثم انتشار تسريبات صوتية منسوبة إلى رئيس ائتلاف دولة القانون، وقد أثارت ضجة واسعة في الأوساط السياسية والشعبية.