استمرار رغبة قطر في دعم حليفتها الإرهابية إيران والمنبوذة عالميا، يبدو أنه سيدر عليها عواقب وخيمة، وخاصة هذه المرة، سواء من الدول العربية والأجنبية، بعد توفيد الدوحة جناحا ضخما لطهران بحضور ممثلين للحرس الثوري، في معرض دفاعي، شاركت به عدة دول في قطر.
وإثر مشاركة إيران بمعرض “ديمدكس” الدفاعي بقطر، الذي يعرض أحدث الأسلحة والطائرات المقاتلة، لاقى ذلك رفضا أميركيا ضخما، يبدو أن واشنطن ستتخذ تجاهه إجراء غير مسبوق تجاه الدوحة التي تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أميركية بالشرق الأوسط.
لوّحت أميركا بإمكانية فرض عقوبات على قطر بسبب مشاركة مسؤولين عسكريين إيرانيين في المعرض الدفاعي وعرض معدات عسكرية لطهران فيه؛ إذ اعتبرت أن الدوحة بذلك تروج لمعدات طهران، بما يخالف المحاذير والسياسات الأميركية.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في أحدث تصريحاته: “نشعر بخيبة أمل وانزعاج عميقين لمشاركة مسؤولين عسكريين إيرانيين، وعلى ما يبدو أيضاً أعضاء من الحرس الثوري، في معرض الدوحة للدفاع في قطر”.
وأضاف برايس: “نرفض رفضاً قاطعاً وجودهم (الإيرانيين)” في معرض ومؤتمر الدوحة الدولية للدفاع البحري؛ إذ وصف إيران بأنها “أكبر تهديد للاستقرار البحري في منطقة الخليج”.
واعتبر مراقبون دوليون أن ذلك التصريح بمثابة تلويح بإمكانية فرض عقوبات أميركية على قطر جراء ذلك؛ إذ تفرض واشنطن عقوبات شديدة على التجارة مع الجيش الإيراني، وبخاصة مع الحرس الثوري، المصنف لديها على القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية.
وشهد المعرض الذي أقيم في قطر على مدار الفترة من 21 وحتى 23 مارس الجاري، مشاركة إيران بنشر عدد من نماذجها من الطائرات والصواريخ وغيرها من المعدّات العسكرية.ص
كما تمكن في المعرض الدفاعي زيارة سفن عسكرية من دول مختلفة، وشارك فيه بعض كبريات شركات بناء السفن العسكرية.
ويوجد في قطر، قاعدة العديد العسكرية مقرّ القيادة المركزية للجيش الأميركي في الشرق الأوسط “سنتكوم” وتسمح لسفن البحرية الأميركية التي تقوم بدوريات في منطقة الخليج بالرسو في مياهها بانتظام.
مشاركة إيران بالمعرض الدفاعي في قطر، كانت محل جدل واسع بالعالم؛ إذ سلطت وكالة “رويترز” العالمية الضوء على تلك الواقعة الغريبة، في تقرير مطول لها، انتقدت مشهد ظهور قادة من الحرس الثوري الإيراني الشاي وهم يحتسون ويتناولون التمر، بعد أن عرضوا نماذج صواريخ إيرانية.
وأكدت الوكالة أن حضور قادة الحرس الثوري يعد صادما؛ إذ أتاحت قطر تنظيم وزارة الدفاع الإيرانية جناحا في المعرض وكان هؤلاء القادة ضمن وفد إيراني أكبر في المعرض.
المثير للاستفزاز بين العرب أيضا، أنه خلال تجمع بعض قادة الحرس الثوري الذين رفضوا الإدلاء بتصريحات، في الجناح الإيراني، أنه يحمل ملصقا ضخما لزورق سريع يضم أفرادا من القوات الخاصة، وعلى جدران الجناح ظهرت خارطة كبيرة تحمل اسم “الخليج الفارسي” بما يكشف نوايا إيران الخسيسة في السيطرة على المنطقة بصورة سافرة.
وندد الكثير من أبناء الخليج بذلك الأمر الذي اعتبروه اعترافا سافرا من إيران بنواياها الاستعمارية، وسط ترحيب قطري؛ إذ كتب أحد المتابعين عبر موقع “تويتر”: أن “جناح إيران العسكري بمعرض قطر الدولي للدفاع البحري يضع خارطة جدارية مكتوب عليها (الخليج الفارسي) Persian Gulf بحضور قادة من الحرس الثوري الإيراني… إن كنتم لا تعلمون فتلك مصيبة وإن كنتم تعلمون فالمصيبة أعظمُ”.