منذ إدلاء رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، بتصريحات انتقد فيها الإخوان ظهر تخلي الدوحة عن الجماعة ووجود خلافات طاحنة بين الطرفين؛ حيث شن عناصر الإخوان هجوما واسعا ضدها، ما يثبت انتهاء عصر الدعم والمودة والمصالح المشتركة بين الطرفين.
وقال حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري السابق، في تصريحاته المثيرة للجدل، إن إدارة الرئيس المصري الأسبق الإخواني محمد مرسي، تصلح “لإدارة دكان -أي محل- وليس لإدارة دولة”.
وكشف حمد بن جاسم، في حوار مطول نشرته صحيفة “القبس” الكويتية، أن الدوحة استضافت اجتماعا بين مساعدين لمرسي وممثلين للإدارة المصرية في عهده مع ممثلين للإدارة الأميركية، للتقريب بين الطرفين، حينما كانت واشنطن ترغب في التعرف على اتجاهات النظام المصري وسياساته الاقتصادية.
وتابع: “خرجت من الاجتماع وأنا مصدوم، فكان مستوى جماعة مرسي لا يرقى للنقاش الدائر حينها”، فقد كانوا “مساكين يصلحون لإدارة دكان وليس للدولة، كان مساعدو مرسي الموجودون بالإجماع أقل بكثير من المتوقع ولا يرتقون للمستوى”.
وفي حديثه، هاجم رئيس الوزراء القطري السابق، جماعة الإخوان؛ إذ اعتبر أنهم لا يصلحون لشيء، ما أثار غضب عناصر الجماعة، الذين خرجوا بدورهم لمهاجمة بن جاسم والدفاع عن محمد مرسي وجماعته.
وتصدر الإعلامي الإخواني محمد ناصر، مهاجمة حمد بن جاسم عقب تصريحاته، ووصفه بالمفتري، وأن الدكاكين التي تحدث عنها فهو يعلم الدول التي بحجم الدكاكين “في إشارة إلى قطر”.
وقال ناصر: “الشيخ حمد بن جاسم مفترٍ، وهو من شجع الجماعة على خوض الانتخابات، وأما الدكاكين التي تحدث عنها، فهو يعلم جيدا من هي الدول التي تكون بهذا الحجم”.
وأثارت تلك التصريحات غضب الإخوان، إذ شنوا هجوما حادًا على حمد بن جاسم، وخرج بعضهم للترويج لأكاذيب عن مرسي وجماعته وذكائه في قيادة البلاد عكس ما روج له رئيس وزراء قطر السابق؛ إذ كتب أحد عناصر جماعة الإخوان أن بن جاسم هو لسان الحكومة والنظام القطري، وتصريحاته تكشف عن تخلي قطر عن الجماعة.
وهو ما أكده مراقبون دوليون وخبراء بالإسلام السياسي، بأن تلك التصريحات تكشف علانية تخلي النظام القطري عن الإخوان، بعد انتهاء المصالح المتبادلة وللتقارب مع الدول العربية بعد اتفاقية العلا وعودة العلاقات الدبلوماسية، ونهاية مصالح الدوحة من الجماعة واستغلالها لصالح مخططات سوداء ضد الدول العربية.
كما يرون أن ذلك يظهر بوادر أزمة بين قطر والإخوان، ما يطرح تساؤلات عديدة حول علاقة قطر بالإخوان خلال الفترة المقبلة، وذلك مع تفاقم أزمات التنظيم في الخارج وبحثه عن ملاذات بديلة لتركيا، خاصة أن تلك التصريحات لم تكن الأولى لمسؤول لقطري من نوعها؛ إذ سبقها تصريحات جنبا إلى جنب مع خطوات فعلية تعكس التخلي عن الإخوان، آخرها قرار إبعاد قيادات الصف الثاني من تنظيم الإخوان، ومنحهم مهلة مؤقتة لمغادرة البلاد، والاتجاه لإبعاد عشرات من قيادات الصفين الأول والثاني من عناصر الجماعة خارج البلاد.
وكشف ذلك الصراع المتبادل أن عزلة الإخوان وتعزيز الخلافات الداخلية التي جعلتها ذات رأسين أو تنظيمين، والتدمير الذاتي الذي تعيشه، تسبب في انفراط القواعد التي كانت تدين في السابق بمبدأ السمع والطاعة، ما أثبت مقولات أن “حلفاء الأمس قد يكونون أعداء اليوم”، و”انقلاب السحر على الساحر”.