قبل أشهر معدودة من انطلاق المونديال، تظهر بشدة الأزمات الضخمة التي أثارتها دولة قطر مسبقًا، وعلى رأسها معاناة العمال المهاجرين الذين راح أغلبهم ضحية الانتهاكات القطرية بين الوفاة والمرض، لذا تحاول عدة منظمات دولية الضغط على الدولة لصالح العمال.
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أنه يعتزم استضافة وفد منظمة العفو الدولية الاثنين، في زيورخ: “لمناقشة وضع العمال المهاجرين في قطر فيما يتعلق بكأس العالم قطر 2022”.
وأكد الفيفا، في موقعه الإلكتروني، أنه على “استعداد لمعالجة التقارير المتعلقة بالظروف غير الملائمة التي يعاني منها أولئك الذين يعملون في الملاعب لحضور هذا الحدث الرائع”.
فيما كشفت مصادر مطلعة أنه توجد حملة عالمية ضخمة للضغط من المنظمات الدولية وفيفا للضغط على قطر بسبب الانتهاكات الجسيمة في ملف العمال المهاجرين، قبل انطلاق المونديال.
وأضافت المصادر أن قطر، كعادتها، تحاول حل الأزمة بالرشاوى لممثلي المنظمات، لتجنب أي جدل أو خلافات قبل انطلاق مباريات المونديال هذا العام.
وستسلم منظمة العفو الدولية الاتحاد عريضة تطالب الفيفا بمعالجة هذه المسألة، يليها نقاش مع خبراء من الفيفا وشريكها المحلي في قطر للنظر في التقدم المحرز حتى الآن والتحديات التي لا تزال قائمة، حسب موقع الفيفا.
وقال رئيس المسؤولية الاجتماعية والتعليم في الفيفا، جويس كوك: “نحن نرحب بشدة بالمشاركة المستمرة مع منظمة العفو الدولية ونحن منفتحون دائمًا على مناقشة ومعالجة أي مخاوف قد تكون لدى أصحاب المصلحة بشفافية وبناء”.
وتابع: “نحن لا نزال ملتزمين تمامًا بضمان حماية العمال المشاركين في إقامة كأس العالم، ونحن على ثقة من أن البطولة ستعمل أيضًا كمحفز للتغيير الإيجابي والدائم على نطاق أوسع في جميع أنحاء البلد المضيف”.
واعتبر الفيفا أن “كأس العالم ساهم بالفعل بشكل كبير في تحسين ظروف العمل في المنطقة ومن الواضح أن قطر تسير على الطريق الصحيح بعد أن أدخلت إصلاحات عمالية شاملة وأحرزت تقدمًا كبيرًا، في ما كان نسبيًا فترة زمنية قصيرة جدًا”.
وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم إن الاجتماع سيناقش الوضع الحالي للإصلاحات القطرية “والعمل المستمر المتبقي من أجل تنفيذ هذه التغييرات بالكامل في جميع أنحاء سوق العمل”، مشيرا إلى أن المناقشات “ستركز بشكل خاص على وضع العاملين في قطاع الخدمات، ولا سيما قطاع الضيافة”.
وتقترب نهائيات كأس العالم أكثر من أي وقت مضى، حيث من المقرر أن تبدأ المنافسة في 21 نوفمبر 2022 حتى 18 ديسمبر 2022.
وتعد أزمة العمال المهاجرين معضلة بالغة بالنسبة لقطر، إذ سبق أن كشفت الصحف العالمية حجم الانتهاكات الجسيمة في قطر، إذ أجرت صحيفة “جارديان” البريطانية العام الماضي، تحقيقا واسعا تضمن عدة أدلة تثبت أن العمل القسري هو أكثر ما يعاني منه العمال الأجانب، وجاء بعنوان: “كأس العالم للعبيد في قطر”.
وأضاف التقرير أنه في عام 2021 توفي أكثر من 6500 مهاجر من جنوب آسيا في قطر منذ عام 2010، مع 37 حالة وفاة مرتبطة ببناء ملاعب كأس العالم، كما كشفت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان أن عدد القتلى غير القطريين بين عامي 2010 و 2019 بلغ 15000 فرد.