منذ عدة عقود، حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على دعم فلسطين بكل السبل، بالدفاع عن قضيتها بشتى الطرق وفي مختلف المحافل العربية والدولية، بجانب تقديم يد العون لأبناء الشعب الفلسطيني صحيا وتعليميا وإنسانيا وغذائيا.
ووضعت الإمارات قضية فلسطين على رأس أولوياتها الإنسانية لأجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ودعم احتياجاته الأساسية، فهي تحتل المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994.
ويأتي التزام حكام الإمارات بذلك، نابعا من وعد قطعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات، عند إعلان تأسيس الإمارات عام 1971: “دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة”، ليصبح نهج الإمارات وسياستها الثابتة الالتزام الراسخ بدعم القضية الفلسطينية حتى اليوم.
ووفقا للأرقام الفلسطينية، قدّمت الإمارات مساعدات بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أميركي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية، وتؤكد الأمم المتحدة أن أبوظبي، إضافة إلى كونها واحدة من أكبر الجهات المانحة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فإنها ساهمت بأكثر من 828.2 مليون دولار من 2013 إلى أبريل 2020 لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وساهمت أبوظبي بنحو 105 ملايين دولار أميركي لدعم برامج الأونروا التعليمية، ما مكن الوكالة من توفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال الفلسطينيين؛ إذ ساهمت بنحو 105 ملايين دولار أميركي لدعم برامج الأونروا التعليمية.
وفي نوفمبر الماضي، قدمت دولة الإمارات، دعماً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) لتنفيذ مشروع بناء مدرسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في قطاع غزة؛ إذ كان الدعم المقدم من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بقيمة 600 ألف دولار أميركي لتنفيذ مشروع بناء المدرسة.
وتعد فلسطين هي الوجهة الأولى للمساعدات التي تقدمها الإمارات على مدار أعوام وعقود عدة، على نحو يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن فلسطين كانت وما زالت في قلب واهتمام القيادة الإماراتية الرشيدة، كما أنها دائماً في خندق نصرة الشعب الفلسطيني، وفي مقدمة المبادرين للوقوف إلى جانبه والداعمين له، إذ تتبنى أبوظبي مواقف واضحة تجاه فلسطين، سياسياً وإنسانياً، فهي داعم قوي لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية، وتسانده من خلال المساعدات المالية والإنسانية، انطلاقاً من مبادئها الدينية والقومية والإنسانية.
وقدمت الدولة عبر مؤسساتها الرائدة نحو 364 مليون دولار، مساعدات إنسانية وتنموية وغذائية للشعب الفلسطيني خلال عامي 2017 و2018؛ إذ تظهر الأرقام حجم الدعم الكبير الذي حظي به الأشقاء الفلسطينيون من الإمارات على مدار السنوات الماضية، حيث توضح تضاعف معدل المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات لفلسطين.
وعلى مدار تلك العقود، لم تتوانَ الإمارات يوماً عن تقديم يد العون والدعم لأشقائها في فلسطين، ولم تغمض عينيها عن الجراح التي ألمت بهم مرة بعد أخرى، وكانت لهم الدعم والسند والعون الذي لولاه لحدثت أزمات إنسانية كبرى تعجز منظمات كبرى عن معالجة آثارها، وتركزت هذه المساعدات على تنفيذ برامج ومشاريع تنموية وإنسانية وخيرية.
حرصت مؤسسات الإمارات المختلفة على دعم فلسطين، ومنها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي نظمت قوافل المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، ووفرت الاحتياجات العاجلة من المواد الإغاثية للمتضررين في فلسطين؛ إذ سيّرت قوافل مساعدات، على مر السنين، محملة بالمواد الإغاثية تصل لسكان قطاع غزة، بجانب رصده احتياجات أهالي غزة وفلسطين.
وخلال جائحة كورونا، كان للإمارات دور بارز في مساعدة الشعب الفلسطيني، ومنحت المنظمات الإنسانية مساندة ضخمة للتخفيف عن المواطنين، حيث إنه في 5 أبريل 2020، سلمت هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية شيكا ماليا بما يعادل 216 ألف دولار لصالح 650 يتيما ويتيمة تكفلهم الهيئة، ضمن مساعيها لتمكينهم من التغلب على الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع.
كما منحت الهيئة مسؤولي الصحة في القدس 100 زي طبي للأطباء والمرضى لحماية الطواقم الطبية، مع صرف مستحقات لـ3 آلاف أسرة، ضمن برنامج “العيش الكريم” الذي تبنته الهيئة، بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية.