رغم الجهود الدولية الدؤوبة لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، إلا أن قطر تسعى لعرقلة ذلك بشدة، لمعارضتها النظام، حيث تغذي الميليشيات الإرهابية بها والأطماع التركية فيها.
وهو ما انتقدته بشدة سوريا، على لسان نائب وزير الخارجية بشار الجعفري، مؤكدا أنه لا شك في أن قطر تعرقل مشاركة دمشق في اجتماعات الجامعة العربية، مشيرا إلى أن سوريا ترفعت عن الألم الذي عانته مع حركة “حماس”.
وأضاف الجعفري في تصريحات لقناة “الميادين”: “لم نخرج من الجامعة العربية لأننا من الدول المؤسسة لها ولم نخرج من لباسنا القومي”، مضيفا أن “دمشق لا تقبل بأن يفرض عليها أي شرط للمشاركة باجتماعات الجامعة العربية”.
وتابع: إنه “لا شك أن قطر تعرقل مشاركة دمشق في اجتماعات الجامعة العربية”، وأردف “يوجد انفتاح عربي على سوريا كانت ترجمته الواضحة زيارة وزير الخارجية الإماراتي”.
وأعلنت قطر أكثر من مرة أنها تعارض عودة سوريا للجامعة، وذلك في موقف مخالف لللدول العربية الأجنبية، حيث إنه في نوفمبر الماضي، قال وزير خارجية قطر، محمد عبدالرحمن آل ثاني، إنه لا يوجد نية لدى بلاده بشأن التطبيع مع النظام السوري.
ووصلت تلك المساعي القطرية إلى درجة مطالبة الوزير بإحجام دول أخرى عن اتخاذ المزيد من الخطوات للتقارب مع نظام الرئيس بشار الأسد.
وعلق موقع “نيويورك تايمز” الأميركي حينها بتقرير أكد فيه أن موقف قطر يتماهى مع موقف تركيا بشأن عدم التطبيع مع النظام السوري لأنه، من وجهتي نظر الدولتين، لم يقم بخطوات جادة تجاه شعبه والأسرى والنازحين والمشردين واللاجئين السوريين.
وأضاف أنه هناك تفاهم قطري-تركي فيما يتعلق بالتطبيع مع سوريا، وتركيا لديها موقف واضح بشأن القضاء على النفوذ الكردي في الشمال السوري، وإيجاد حل يضمن لها مصالحها في سوريا.
وطرحت عودة سوريا للجامعة العربية، في القمة الـ31 من نوفمبر الماضي التي عقدت في الجزائر، حينها أكد وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أن قضية سوريا هي أحد المحاور الأساسية في تحضيرات القمة العربية المقبلة، مشيرا إلى أن عودة سوريا لمقعدها سيكون خطوة متقدمة في عملية لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية.
وهو ما دعمته عدة دول، حيث أطلقت الإمارات دعوة بهذا الشأن في مارس الماضي، على لسان وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، حينها، حيث طالب بضرورة التعاون الإقليمي لبدء مسار عودة سوريا إلى محيطها.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد: إن من الأدوار المهمة لعودة سوريا هو أن تعود لجامعة الدول العربية، وهذا يتطلب جهدا أيضا من الجانب السوري كما يتطلب جهدا من “الزملاء في الجامعة العربية”، مضيفا أن الأمر يتعلق بالمصلحة العامة؛ أي مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة.
كما دعمت مصر المبادرة، حيث أكد وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري، أن ما تعرض له شعب سوريا من أضرار وقتل وتدمير وتشريد خلال الـ10 سنوات الماضية أمر في الحقيقة مؤلم لكل عربي، ويجب سرعة عودتها للجامعة.
وأضاف: أنه تم استكشاف الخطوات التي تحافظ على مقدرات الشعب السوري والخروج من الأزمة واستعادة سوريا كطرف فاعل في الإطار العربي، موضحا أن استعادة سوريا كطرف فاعل في الإطار العربي له الكثير من الاعتبارات متصلة بقرارات مجلس الأمن والمنظمات الدولية المختلفة.
وأوضح شكري أن مصر تعمل على التناول والتنسيق والتعاون المثمر على أسس الاحترام المتبادل والمصالح التي تؤدي لتحقيق الاستقرار والأمن، قائلا: “ما يعنينا التوصل لحل للأزمة، وهو ما يقتضي الامتثال لقرارات مجلس الأمن والتفاهم مع الدول الفاعلة والأطراف المؤثرة واضطلاع الحكومة بمسؤوليتها وخدمة شعبها ومصالحهم وعودة السوريين النازحين والتعرف على وجهة نظر الحكومة والأطراف الفاعلة”.
وشدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على تأييد بغداد لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بجانب تشجيع بلاده للحوار الداخلي السوري.
كما لاقت المساعي العربية أيضا دعما كبيرا من الأردن ولبنان وتونس والسودان والبحرين وسلطنة عمان لعودة دمشق إلى الجامعة.
كما تدعم الدول الأجنبية تلك الخطوة في عودة سوريا، من بينها أميركا وروسيا، حيث أجرت موسكو عدة لقاءات لتأييد تلك الخطوة سريعا، في ظل العلاقات المتنامية بين البلدين.
وأفادت صحف أميركية بأن الولايات المتحدة باتت أقرب إلى وجهة النظر التي تقول بضرورة التعامل مع دمشق، حيث نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن واشنطن تخلت عن رغبتها في عزل الرئيس السوري بشار الأسد، وتغض النظر عن تجاهل دول عربية لعقوبات قانون قيصر خلال تقاربها مع الحكومة السورية.