رغم هويته الفلسطينية وانتماءاته العربية، إلا أنه تجرد منها تمامًا لصالح أغراضه الشخصية وأطماعه الخاصة التي تخدم أجندة الإخوان، ليدافع بشدة عن إسرائيل داخل الكنيست، ويطالب باستمرار هويتها اليهودية والاعتراف بها، ما أثار غضبًا فلسطينيًا واسعًا.
وقال زعيم حزب “القائمة العربية الموحدة” منصور عباس، إنه يتمسك بقانون القومية، مشددا على أن إسرائيل “دولة يهودية وستبقى كذلك”.
وأضاف عباس خلال “مؤتمر إسرائيل للأعمال”، الذي تنظمه صحيفة “غلوبس” أن “الشعب اليهودي قرر أن يقيم دولة يهودية. هكذا وُلدت وهكذا ستبقى” وسط تصفيق حاد من الحاضرين.
وتابع في تصريحاته الجدلية أن: “دولة إسرائيل وُلدت كدولة يهودية وهكذا ستبقى. نحن واقعيون. ولا أريد أن أوهم أي أحد. والسؤال ليس ما هي هوية الدولة وإنما ما هي مكانة المواطن العربي فيها؟”، مشيرًا إلى أنه: “لا شك في أننا أمام بداية عهد جديد، وأقول هذا بحذر وآمل أن تنجح هذه الخطوة وأن تكون الشراكة على مستوى الائتلاف اتجاها لشراكات أخرى في الاقتصاد والصناعة وغيرها”.
ويتضمن “قانون القومية” أن “إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي”، حيث إن إسرائيل ترفض تعيين حدودها.
أثارت تلك التصريحات غضبًا واسعًا في فلسطين، حيث أبدت الرئاسة الفلسطينية، رفضها وسخطها الشديدين لتصريحات رئيس القائمة الموحدة منصور عباس، والتي يدعو فيها الشعب الفلسطيني للاعتراف بالدولة اليهودية.
وقالت الرئاسة إن هذه التصريحات غير المسؤولة تتسق مع دعوات المتطرفين في إسرائيل لتهجير الفلسطينيين، والمس بمكانة المسجد الأقصى المبارك، وتاريخ الشعب الفلسطيني عبر العصور.
وشددت على أن منصور عباس بمثل هذه التصريحات لا يمثل إلا نفسه، ولا يمثل الشعب الفلسطيني في الوطن وفي كل مكان في العالم، مجددة إدانتها لمثل هذه التصريحات المخالفة للدين والتاريخ والتراث الفلسطيني الممتد منذ بدايات التاريخ.
كما أبدت الرئاسة الفلسطينية أسفها لتصريحات منصور الذي عوضا عن أن ينحاز إلى حقوق شعبه، أصبح جزءا من تيار يعزز المشروع الاستعماري الصهيوني، فبدل أن يدين الاستيطان وعمليات القتل والتهجير التي يرتكبها الاحتلال، ومخططات المتطرفين الإسرائيليين لتفريغ الأراضي الفلسطينية، نراه اليوم يكرر ما تروجه الحركة الصهيونية من أكاذيب لا تمت للتاريخ بصلة.
وأوضحت أنه: “ندين كذلك صمته الغريب والمريب عما يقوم به المستوطنون من تدنيس لباحات المسجد الأقصى المبارك، وسكوته المشين أثناء المعركة على القدس ومقدساتها، وجهود الرئيس محمود عباس في التصدي لصفقة القرن وإسقاطها، ومنع بيع القدس”، معتبرة هذه التصريحات ترجمة حرفية بغيضة لقانون القومية الذي أصدرته الدوائر المتطرفة والعنصرية في إسرائيل.
كما أدانت منظمة التحرير الفلسطينية فتح تصريحات منصور عباس عن يهودية دولة إسرائيل التي طالما رفض الفلسطينيون الاعتراف بها كدولة يهودية.