لم يتوقف الجدل الضخم الذي أثارته زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ الإثنين الماضي، بين المباحثات السرية والمساعي الحثيثة لتحسين العلاقات مع السعودية، واستنزاف خزائن قطر، حتى فيديو تسبب في غضب واسع بين أبناء الدوحة.
تسببت مقاطع فيديو منتشرة عَبْر مواقع التواصل الاجتماعي، لمراسم استقبال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالعاصمة القطرية الدوحة، في غضب ضخم بين القطريين، حيث يظهر أردوغان كأنه يسير في ولاية تركية تحت إمارته، وخلفه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وأبدى القطريون استياءهم الشديد من الموكب الذي وصفوه بـ”المهيب”، والخيالة في مرافقته، كأنه هو الحاكم والآمر الناهي في الدوحة، بشكل أثار غضب المواطنين بشدة في ظل خضوع تميم له.
وتداول النشطاء مقطع الفيديو، وعلق العديد بالثناء والقيمة لهذا الاستقبال، كما نشرته إذاعة قطر الرسمية، معلقة بالقول: “من استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واجتماع الدورة السابعة للجنة العليا الإستراتيجية بين قطر وتركيا”.
من جهتها نشرت الرئاسة التركية جانبًا من مراسم الاستقبال واستعراض حرس الشرف بحضور أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ويأتي ذلك بعد مأدبة سرية أقامها والد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لأردوغان، شهدت محادثات بالغة الأهمية بين قطر وتركيا، والمؤامرات التي يحيكها كل منهما، حيث ناقش الطرفان عدة ملفات، على رأسها العلاقات الاقتصادية المشتركة، لإنقاذ الليرة التي وصلت لأدنى مستوياتها مؤخرًا، حيث يعتبر أردوغان قطر بمثابة خزينة له لحل الأزمات المالية.
وتطرق الطرفان أيضًا للحديث عن تطوُّرات أوضاع الإخوان ومصيرهم في خضم الصراعات الضخمة التي تشهدها الجماعة وإجراءات تركيا ضدهم لأجل إعادة العلاقات مع مصر والإمارات، بالإضافة إلى الدعم القطري والتركي لحركة حماس وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
وتأتي الزيارة تلبية لدعوة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، للمشاركة في الاجتماع السابع للجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين.
وخلال الزيارة، وقَّع أردوغان 15 اتفاقية في مجالات تتراوح من الإعلام إلى إدارة الكوارث وتعهد “باستكشاف المزيد من السبل” لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتنسيق المالي.