علاقات قوية تربط بين قطر وحزب الله، وخصوصًا بعدما مولت الدوحة إعادة بناء القرى الشيعية التي دُمرت خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، فعقب الحرب قامت جمعية “عيد آل ثاني” الخيرية بتمويل حزب الله لإعادة البناء في جنوب لبنان، وحتى الآن تستمر الدوحة في مساندة أنصار حزب الله، حيث أكد موقع “آذادي” الإيراني أن قطر أعلنت عن دفع ٥٠ مليون دولار لإعادة إعمار مساكن منطقة “خندق الغميق” في بيروت والتي يسكنها غالبية أنصار حزب الله.
وحضر الشيخ تميم بن حمد أمير قطر المؤتمر الدولي الذي نظمته فرنسا لدعم بيروت، وشدد على دعم المجتمع الدولي للبنان وتحدث عن مساعدات بلاده البالغة 50 مليون دولار للبنان، لكي يدعي مساعدته للشعب اللبناني في حين أن هذه الأموال ذهبت لتُموِّل حزب الله بملايين الدولارات لتسليح الحزب، ووفقًا لوكالة الأنباء القطرية، أرسل تميم مساعدات طبية طارئة للبنان إلى مطار رفيق الحريري الدولي تتضمن مساعدات الطوارئ والمعدات الطبية، ومستشفيين ميدانيين مجهزين تجهيزًا كاملاً لعلاج الجرحى في انفجار مرفأ بيروت، فيما أشارت مصادر لبنانية مطلعة أن هذه المساعدات الهدف منها مساعدة أنصار حزب الله فقط.
وأكد مراقبون أنها ليست المرة الأولى التي تغدق فيها قطر مبالغ طائلة بحجة مساعدة الشعب اللبناني فالهدف من هذه المساعدات في الأساس هو دعم وتمويل “حزب الله” وأنصاره، فمن قبل بلغت قيمة مشروع إعادة إعمار حمد بن خليفة للضاحية الجنوبية في بيروت نحو 400 مليون دولار، وبسبب رغبة قطر في مشاركة حزب الله اللبناني بمشروع “وعد” التابع للحزب وشركة جهاد البناء انسحب جزء كبير من التمويل بسبب إدراج واشنطن لهما ضِمن قائمتها السوداء في تلك السنة، وقد زار حمد بن خليفة آل ثاني لبنان عام 2010، للاطلاع على جهود إعادة البناء التي تمولها قطر، ونظم حزب الله استقبالاً كبيرًا له في “بنت جبيل”، والتقى قادة من الحزب بعد توقيع الاتفاق النووي الأمر الذي يؤكد رغبة الدوحة في تنسيق سياستها مع الهلال الإيراني.