يبدو أن الحكومة اللبنانية، لن يتوقف جدلها بعد أشهر من غيابها وحتى إصدار التشكيل الجديد، ليخرج وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ليثير موجة من الغضب والرفض بعد فشله في تصريحات حساسة تظهر فشله في اختيار المنصات الإعلامية والكلمات الصحيحة، رغم مكانته البارزة.
وأثار قرداحي الجدل بتصريحات حول حرب اليمن، حيث زعم أن “السعودية والإمارات تعتديان على الشعب اليمني”، وأن الحوثيين يمارسون “الدفاع عن النفس”، وهي تصريحات كشفت ميوله تجاه إيران وأنها رد جميل وحسن الطاعة لطهران مقابل تمكينه من الوزارة، بما يضمن سيطرة إيران وأدواتها في لبنان .
وقال أيضا قرداحي في تصريحات مسجلة لبرنامج “برلمان شعب” الذي يبث على قناة “الجزيرة” القطرية، حيث يلقى دعما كبيرا من الدوحة، إن “الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.
كما ادعى أن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي”، زاعما: “فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمرا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات”.
وعقب تلك الموجة من الجدل والغضب، قدم قرداحي اعتذارا على حسابه عبر “تويتر”، قائلا إن “مقطع الفيديو المتداول كان في مقابلة أجراها مع قناة الجزيرة أونلاين، ببرنامج برلمان الشباب، في 5 أغسطس الماضي، أي قبل شهر من تعيينه وزيرا في الحكومة اللبنانية”.
وأضاف أنه “لم يقصد بأي شكل من الأشكال، الإساءة إلى السعودية أو الإمارات، مضيفا أنه يكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء”، مؤكدا أن “الجهات التي تقف وراء هذه الحملة أصبحت معروفة، وهي التي تتهمه منذ تشكيل الحكومة بأنه آت لقمع الإعلام”.
وأوضح أن “ما قاله بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، كان عن قناعة ليس دفاعا عن اليمن ولكن محبة بالسعودية والإمارات”، مشيرا إلى أن “عسى أن يكون كلامي سبباً بإيقاف هذه الحرب المؤذية، لليمن، ولكل من السعودية والإمارات”.
وأثارت تلك المزاعم والاتهامات الباطلة، غضب السعوديين والإماراتيين، ليعيدوا نشر فيديو سابق لقرداحي وهو يشيد بالسعودية، واتهموه بمجاملة “حزب الله” اللبناني وإيران، لوجوده في الحكومة، مطالبين بمقاطعة لبنان عقب تلك التصريحات.
وانتشرت مخاوف عقب ذلك من أن تنشئ أزمة دبلوماسية بين بيروت والرياض، حيث نقلت قناة “أم تي في” عن مصادر سعودية لم تسمها، قولها إن “نحن أمام أزمة دبلوماسية حادة بسبب تصريحات قرداحي”.
فيما لم يصدر تعليق عن السفير السعودي لدى بيروت، وليد بخاري، واكتفى فقط بإعادة نشر أخبار تتحدث عن أزمة دبلوماسية جديدة مع لبنان، عبر حسابه في “تويتر”.
وخرج سريعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في محاولة لاحتواء الأمر، حيث أعلن رفضه تصريحات أدلى بها وزير الإعلام الحالي جورج قرداحي بشأن اليمن، قبل توليه منصبه، مؤكدا أن ذلك: “لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وتحديداً الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي”.
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني، في بيانه، أن: “رئيس الحكومة والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، ويدينون أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف أتى، فاقتضى التوضيح، ونحن حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ويدينون أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف”.
وتابع أن “رئيس الوزراء يعلن تمسك لبنان بروابط الأخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة بشكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة”.
بينما لم تقف التطورات عند ذلك الحد، حيث كشفت وسائل إعلام لبنانية نقلا عن السفير اليمني لدى بيروت، اليوم الأربعاء، أنه توجه إلى وزارة الخارجية اللبنانية لتقديم احتجاج على ما صدر عن وزير الإعلام جورج قرداحي.
وقال السفير اليمني لدى بيروت: “نستنكر تصريحات وزير الإعلام اللبناني”، مشيرا إلى أن تصريحات جورج قرداحي بالأمس زادت الطين بلّة إذ لم يقدّم أي اعتذار بل أكّد على ما أدلى به.
وجاء ذلك بعد إصدار وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، توجيهات للسفير اليمني في بيروت، بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار بشأن تصريحات قرداحي، مؤكدا أن هذه التصريحات تعد خروجاً عن الموقف اللبناني الواضح تجاه اليمن وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والدولية ذات الصلة.