في ظل أحداث أفغانستان، وسيطرة حركة طالبان عليها، دخلت قطر عبر عدة أبواب خفية، وأخرى علنية، لفرض قبضتها على تلك البلاد التي مزقتها الحرب، لعدة عقود، وهو ما تم الكشف عنه حاليا.
وقدمت قطر دعما ماليا بقيمة 500 مليون دولار لإعادة إعمار أفغانستان، ولكنه في الحقيقة سيتجه للجماعات الإرهابية.
وعقد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اجتماعا مع رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان، الملا عبد الغني برادار، بمقر المكتب، وذلك قبل مغادرة الأخير للدوحة متوجها إلى أفغانستان.
فيما نقلت شبكة CNN، عن مصدر مطلع من حركة طالبان، أن وفدا من طالبان برئاسة برادار اجتمع مع وزير الخارجية القطري، واستعرض الجانبان آخر التطورات الأمنية والسياسية في أفغانستان، والتأكيد على حماية المدنيين، وتكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية، والعمل على تسوية سياسية شاملة، وانتقال سلمي للسلطة، مع أهمية المحافظة على المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني.
وقال مصدر آخر: إنه تم خلال الاجتماع أيضا الاتفاق على تقديم قطر لـ500 مليون دولار لطالبان، بزعم إعادة إعمار أفغانستان، فطالبان، بحسب خبراء سياسيين، تراهن على قطر بشأن الدعم المالي اللازم الذي سيسمح لها بأن تدير شؤون البلاد في مرحلة ما بعد سيطرتها على كابل، وهو عنصر سيقوّي من الثقل القطري في أفغانستان بانتظار نجاح الحركة المتشددة في طمأنة الدول المعنية بالملف الأفغاني.
وأضافت الشبكة الأميركية نقلاعن مصدر مطلع من حركة طالبان، أن عودة الملا عبدالغني برادار، الشريك المؤسس لطالبان ونائب زعيم الحركة ورئيس مكتبها السياسي، إلى ولاية قندهار بأفغانستان للمرة الأولى منذ 20 عامًا، جاء بمباركة قطر مع عدد من كبار مسؤولي الحركة.
ويظهر ذلك الاتفاق في الدوحة قبل عودة الملا على أن قطر ستدعم طالبان، ما يثبت دعمها للإرهاب.
فيما أشار موقع “العربي بوست” إلى أن الحركة تربطها علاقات وطيدة بنظام قطر الذي استضاف، طيلة السنوات الماضية، مفاوضات بين السلطة الأفغانية وطالبان، تهدف إلى مشاركة الحركة في الحكومة، ما وضع الدوحة كثيرًا في مواقف محرجة، بسبب احتضانها الدائم للحركة المتطرفة، حيث افتتحت طالبان مكتبًا لها في قطر، الأمر الذي اعترضت عليه الحكومة الأفغانية في أكثر من مناسبة، ووصفه مسؤولون بأن هدفه الدعاية للحركة وأغراض أخرى لصالحها.
وتابع: إنه على مدى أكثر من عقد، وجه العالم اتهامات إلى قطر بدعمها الإرهاب، وتمويلها الجماعات المتطرفة، من أجل تنفيذ أجندة خارجية لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، مقابل بقاء الأسرة الحاكمة أطول فترة على رأس الديوان الأميري.
وسبق أن تطرقت عدة تقارير إلى علاقة الدوحة بالتنظيمات الإرهابية، ومن بينها حركة طالبان، الأمر الذي دفع وسائل إعلام عالمية إلى التحذير من أن قطر تستغل علاقاتها بحركة طالبان لتحقيق هدفها الأخطر، وهو إعادة تنظيم الإخوان الإرهابي إلى الساحة الدولية.
وهو ما ظهر من خلال وساطات قطر المتعددة للحركة في أي تفاوض مع المجتمع الدولي، تثبت ما قدمته من خدمات متعددة لطالبان من أجل أن تعود للمشهد مرة أخرى، بعد سنوات من الهروب في أدغال تورا بورا واعتبارها دوليًا من الجماعات شديدة الخطورة بأفكارها وأيديولوجيتها المتشددة.
ويرى مراقبون أن الحركة المتشددة التي واجهت خصوما بعناوين مختلفة ستعمل على مكافأة أصدقائها القطريين بالدرجة الأولى الذين آووها ودعّموها وفتحوا لها قنوات التواصل الدبلوماسي مع مختلف القوى الكبرى، لافتين إلى أن المكسب الأهم بالنسبة إلى الدوحة هو الاعتراف بها كوسيط ناجح في العلاقة بطالبان، وهو ما قد يحيي مساعيها في التحدث باسم حركات إسلامية في مناطق أخرى.