رغم ما تشهده لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية عالمية بها، وانهيار الليرة وتدهور الأوضاع الشعبية وارتفاع البطالة والأزمات المتواصلة، التي تسبب فيها حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، إلا أن قادته يعيشون بمعزل عن الشعب وينعمون بمستويات رفاهية عالية أثارت الغضب والحنق بين المواطنين الذين أوشكوا على الخروج في ثورات للجياع.
وتشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية بتاريخها منذ الحرب الأهلية، بجانب أزمة دواء وكهرباء وأخرى سياسية وفراغ حكومي واعتراضات على سوء الإدارة والفساد.
وتسبب حفل زفاف ابنة نائب عن ميليشيا حزب الله في حالة من الجدل الواسعة والغضب الشعبي بين اللبنانيين الذين أبدوا غضبهم الضخم من وجود تلك الأموال الهائلة بين قادة الحزب، في ظل فراغ خزائن الدولة والحاجة الشعبية الماسة للسيولة المالية.
شهد حفل الزفاف لنجلة النائب السابق في كتلة “حزب الله” النيابية، نوار الساحلي، حالة من البذخ الواضح من حيث زينة الحفل وفستان العروس الذي قدّر ثمنه بآلاف الدولارات، والمشروبات وما إلى ذلك من تفاصيل، ليتجاوز آلاف الدولارات، لتسود حالة من الغضب بين اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن استنكارهم الشديد، حيث إن الحزب يطالب أنصاره بـ”الصمود، والتحمل”، فيما ينعم نوابه بالأموال ويبددونها بالحفلات، ما ولد حالة من الاستفزاز بين الشعب.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يثير فيها أعضاء حزب الله غضب الشعب اللبناني بتلك المحنة الاقتصادية العصيبة، حيث إنه قبل أسابيع أثار مقطع فيديو لحفل عيد ميلاد أقامته نجلة عضو بالحزب المدعوم من إيران أقامته على متن يخت في بيروت ببزخ شديد، حالة من الغضب بين اللبنانيين، خاصة كونه كان أثناء المظاهرات الشعبية الضخمة.
وأقامت زهرة الحركي ابنة أحد المسؤولين في ميليشيا حزب الله اللبناني والمدعو عباس الحركي تلك الحالة من الغضب بين اللبنانيين الذين يعانون من جوع وفقر وتدهور في قيمة العملة المحلية، ورجحوا أن نفقات الاحتفال بعيد الميلاد ماهي إلى عائدات ميليشيا الحزب من تجارته للمخدرات والحشيش وتصديرها إلى الدول.
وسبق أن كشفت وكالة “رويترز” أن ميليشيات “حزب الله” اللبنانية تستعد حاليا لانهيار تام مرتقب بالبلاد عبر إصدار بطاقات حصص غذائية واستيراد أدوية وتجهيز صهاريج لتخزين الوقود من راعيتها إيران، بالإضافة لإجراء توسع في الخدمات التي يقدمها الحزب إلى قاعدته بشبكة تشمل جمعيات خيرية وشركة بناء ونظام تعويضات.
وأكدت رويترز أن تلك الخطوات تظهر مدى المخاوف من انهيار الدولة اللبنانية، لدرجة عدم قدرة الحكومة على استيراد الغذاء أو الوقود من أجل تفادي الظلام، بالإضافة للدور المتنامي لـ”حزب الله” في التعامل مع الأزمة ومساعيه لزيادة سيطرته على البلاد.
ويمتلك حزب الله اللبناني مؤسسات اجتماعية وصحية وتعليمية رديفة لتنظيمه العسكري، معتمدا على التمويل الإيراني، باعتراف رسمي من أمينه العام حسن نصرالله الذي قال مسبقا إن كل أمواله ورواتب عناصره وميزانيات مؤسساته قادمة من طهران، حيث بلغت بالأعوام الأخيرة نحو 600 مليون دولار، ما ساهم في تغطية نفقاته المالية من الحاجات المادية والعسكرية والاجتماعية لعوائل القتلى من صفوفه ورواتب المتفرّغين.