معضلة شديدة الصعوبة تواجهها لبنان حاليًا، وهي تشكيل الحكومة الجديدة المنتظرة منذ العام الماضي، عقب الاستقالة في خضم أحداث انفجار مرفأ بيروت، لتستمر عدة أشهر حتى الآن، إثر خلافات طاحنة بين رئيس الوزراء سعد الحريري والرئيس ميشال عون.
ورغم انتشار الأخبار بتقديم الحريري لتشكيله الوزاري الجديد اليوم، إلا أن مصادر لبنانية مطلعة أكدت أن رئيس الحكومة المكلف لن يزور القصر الرئاسي لتقديم التشكيلة الوزارية للرئيس، إثر خلافات جديدة بين الحريري وعون.
واستشهدت المصادر بتغريدة عون الأخيرة عبر “تويتر” التي أكد فيها أنه: “من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تأليف الحكومة فليقرأ جيدًا الفقرة الرابعة من المادة 53 من الدستور”.
ولفتت إلى أن الحريري أجرى بالأمس اتصالات عديدة مع رؤساء الحكومات السابقين لبحث رغبته في الاعتذار عن الحكومة، لتوقعه رفض عون التشكيلة الأخيرة على غرار المرات السابقة، مرجحة أن يقدم تفاصيل قراره خلال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته للقاهرة اليوم.
وأضافت أن تشكيلة الحريري تتشابه مع فكرة الحكومة المصغرة التي سبق أن قدمها إلى رئيس الجمهورية، وتتضمن وضع أعضاء كتلته النيابية.
وأبدت المصادر اللبنانية تخوفها من استمرار ذلك الخلاف في بيروت الذي يعاني من أزمات عديدة اجتماعية وصحية، وحاجة الشعب لحكومة سريعة تطرح حلولاً فعالةً، خاصة مع إصرار رئيس حكومة تصريف الأعمال “حسان دياب” على عدم عقد اجتماعات لحكومته في ظل مرحلة تصريف الأعمال.
ويُذكر أنه حال اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة حاليا بعد أشهر من التكليف، ستسقط مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري التي اقترحها بتشكيل حكومة تتكون من 24 وزيرًا تقسم على القوى الأساسية.
فيما لوحت فرنسا والاتحاد الأوروبي اتجاههم لفرض عقوبات على قادة لبنانيين بنهاية الشهر الجاري من أجل الضغط لتشكيل حكومة مستقرة، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: إن الاتحاد الأوروبي يهدف للتوافق بشأن الإطار القانوني لفرض عقوبات على القادة اللبنانيين، مضيفا: “لبنان في حالة تدمير ذاتي منذ عدة أشهر والآن هناك حالة طوارئ كبيرة لسكان يعيشون في محنة”.