يسعى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” جاهدًا للتوغل داخل المغرب العربي وباتت الجزائر بوابة سهل عبورها نظرًا لعلاقاته القوية مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.
في تقرير جديد لها كشفت صحيفة ”لوموند“ الفرنسية، أوجه النفوذ التركي في الجزائر هي تحكم السلع التركية في السوق المحلية حيث تغرق أسواق الجزائر بجميع المنتجات التركية وقيام تركيا بعمليات ترميم تحت إشرافها للمساجد والقصور الأثرية في الجزائر كقصر الباي ومسجد حسن باشا في وهران، وكذلك هيمنة الشركات التركية في البناء والأشغال العامة والبنية التحتية بالجزائر .
وأضاف التقرير أن أردوغان يغزو الجزائر من خلال القوى الناعمة “الفن” حيث سيطرت المسلسلات التركية المترجمة على شاشات التلفزيون الجزائري.
وأشار التقرير الجزائر إلى أن رؤية الرئيس الجزائري (عبد المجيد تبون) للخلاف بين تركيا والدول العربية مرتبط بشكل رئيس بقضية الإخوان ولأن الجزائر تتمتع بعلاقات ممتازة مع الأتراك -هذه الرؤية تسهل على أردوغان مهمته في التقارب من الجزائر وبسط نفوذه من خلال علاقته الجيدة مع تبون .
ويبدو “تبون” -أيضًا- يتفق مع الرئيس رجب طيب أردوغان في دعم الإخوان فشدد تبون في تصريحات لمجلة ”لوبوان“ الفرنسية على ضرورة إفساح المجال أمام الإخوان للعمل سياسيا داخل الجزائر وعبَّر عن عدم انزعاجه من هذا الفصيل بالجزائر أو بالدول العربية .
وأفادت ليموند أن النفوذ التركي في الجزائر أهم ركائز الوجود الاقتصادي لتركيا في الجزائر الذي يتزايد تنافسه مع الصينيين.
وقال مراقب أوروبي في الجزائر العاصمة، تنوع مواقع تركيا (المنسوجات، والصلب، والأدوية، وتركيب السيارات) يجعلها اليوم أحد المستثمرين غير المستهلكين للطاقة الرائدين في الجزائر . وربما هذا أحد أسباب تراجع إنتاج الجزائر المحلي من النسيج وانهيار جزء كبير من هذه الصناعات.
ورجح التقرير الفرنسي أن الوجود التركي في الجزائر أوهام المشروع العثماني الذي يسعى إليه أردوغان ظنًّا منه بأن الوصاية العثمانية على مدى أكثر من ثلاثة قرون (1512-1830) إرث تسعى أنقرة اليوم إلى إحيائه، وتؤكده عمليات الترميم المعماري للقصور أو المساجد في الجزائر العاصمة أو في وهران والتي تقوم بها تركيا.
كما تعتبر الجزائر رهان تركيا الرابح في مجال السياحة فتزايدت نسب السياح الجزائريين لتركيا ٤ أضعاف منذ 2019 ووصلت إلى 300 ألف زائر جزائري لتركيا عشية أزمة فيروس كورونا المستجد.
وساعد في ذلك دعوات الإخوان والمتشددين في الجزائر لزيارة تركيا من خلال الإشادة بالقرب الثقافي لجذب الزبائن الجزائريين إلى المجمعات السياحية ”الحلال“ المطلة على بحر مرمرة المحمية من الكحول والحمامات المختلطة، بحسب “ليموند” .