صعدت الولايات المتحدة الأميركية من حربها بالوكالة على إيران، بعد أن شنت ضربات جوية على أهداف مسلحة مدعومة من إيران.
وتعد هذه الضربات هي المرة الثانية التي يأمر فيها الرئيس الأميركي جو بايدن باستخدام القوة في المنطقة، بعد الضربات الجوية في أواخر فبراير.
شنت الولايات المتحدة ضربات جوية على منشآت لمجموعتين من الميليشيات المدعومة من إيران على الحدود بين سوريا والعراق، في ثاني هجوم من نوعه تشنه إدارة بايدن في أربعة أشهر.
وقالت الميليشيات: إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا في الضربات.
وتهدد الهجمات بإذكاء التوترات في المنطقة بعد أسبوع من فوز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، وفقا لما ذكرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
وقال جون كيربي، السكرتير الصحفي للبنتاجون، إن منشآت العمليات وتخزين الأسلحة، التي كانت تُستخدم لشن ضربات بطائرات بدون طيار ضد القوات والمنشآت الأميركية، كانت مستهدفة في سوريا والعراق.
وقال كيربي: إن الضربات الجوية كانت “دفاعية” وهي رد على “سلسلة الهجمات المستمرة التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران والتي تستهدف المصالح الأميركية في العراق”.
وأضاف: أن الميليشيات المدعومة من إيران تستخدمهم من قبل عدة ميليشيات أخرى، بما في ذلك كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.
وقال كيربي: “اتخذت الولايات المتحدة إجراءً ضروريًا ومناسبًا ومدروسًا للحد من مخاطر التصعيد، ولكن أيضًا لإرسال رسالة ردع واضحة لا لبس فيها”.
وقالت هيئة تنسيق المقاومة العراقية، وهي جماعة تدعي أنها تمثل الفصائل الموالية لطهران، في بيان: إن ثلاثة مقاتلين قتلوا في الضربات.
كما تعهد ناطق باسم كتائب سيد الشهداء بـ”حرب مفتوحة” مع أميركا، وذكرت تقارير إخبارية محلية أن عدد القتلى يتراوح بين أربعة وستة أشخاص.
كما أدان الجيش العراقي الهجوم الأميركي ووصفه بأنه “انتهاك صارخ وغير مقبول للسيادة العراقية”، مضيفًا أن البلاد “تجدد رفضها أن تكون ساحة لتصفية الحسابات”.
وأمر الرئيس جو بايدن في البداية بشن ضربات ضد الميليشيات المدعومة من إيران على الحدود العراقية السورية في فبراير بعد هجوم صاروخي في مدينة أربيل شمال العراق أسفر عن مقتل متعاقد مدني وإصابة عدة آخرين، بينهم أحد أفراد الجيش الأميركي.
وتعد العراق موطنا لعدد لا يحصى من الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران والتي تشن بانتظام هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار ضد القواعد العراقية التي تستضيف القوات الأميركية والمنشآت الأميركية في البلاد.
وازدادت وتيرة الهجمات بعد أن اغتالت إدارة ترامب قاسم سليماني، أقوى قائد في إيران، وأبو مهدي المهندس، أحد كبار قادة الميليشيات العراقية، في غارة أميركية بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد في يناير 2020.
وقال سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: إن إدارة بايدن تسير في الاتجاه الخاطئ وتتبع السياسات “الفاشلة” لرئيسها السابق. وأضاف أن الولايات المتحدة “تزعزع الأمن في المنطقة”، محذرا من أنها ستكون “واحدة من ضحايا مثل هذه الاضطرابات”.
وتابع: “نوصي الحكومة الأميركية الجديدة بإصلاح مسارها بدلاً من اتباع مثل هذه السلوكيات العاطفية، التي قد تؤدي إلى حدوث أزمة”.
ويعد الهدف المعلن للعديد من الجماعات المتشددة هو الانتقام لمقتل سليماني والمهندس -أبطال الميليشيات الشيعية- فبعد مقتل سليماني، تعهدت إيران بطرد القوات الأميركية من المنطقة.
وهناك حوالي 2500 جندي أميركي يتمركزون في العراق، حيث تدور الخصومة بين الولايات المتحدة وإيران.
وجاءت الضربات الأميركية يوم الأحد في أعقاب انتخاب رئيسي، وهو رجل دين محافظ ورئيس القضاء، ما منح المتشددين في النظام السيطرة على جميع فروع الجمهورية الإسلامية للمرة الأولى منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
ويأتي الهجوم في وقت حساس حيث تسعى إدارة بايدن والقوى العالمية لتأمين اتفاق مع إيران سيؤدي إلى عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته طهران مع القوى العالمية.