تشهد العاصمة بغداد، اليوم الأحد، قمة ثلاثية تجمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، تأكيدًا لرغبة متبادلة في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين البلاد الثلاث.
ومن جانبه عقد رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح مباحثات منفصلة مع الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي. وقال “صالح”: “علاقاتنا الراسخة في التاريخ مُنطلق لمستقبل واعد لشعوبنا وشبابنا؛ رسالة بليغة وسط تحديات إقليمية جسيمة. تعافي العراق يُمهد لمنظومة متكاملة لمنطقتنا أساسها مكافحة التطرف واحترام السيادة والشراكة الاقتصادية”.
كما أكد الرئيس العراقي على أهمية تعزيز التعاون الثلاثي المشترك بين العراق والأردن ومصر عبر التواصل الجغرافي، وتحقيق تكاملات اقتصادية وتجارية عبر دعم الاستثمار والمدن الصناعية المشتركة والتعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي، بما يعود بالمنفعة لشعوب البلدان الثلاثة.
ويتصدر مشروع “الشام الجديد” القمة الثلاثية، والذي يشمل التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية بين الدول الثلاث، مع وجود ترشيحات لضم دول عربية أخرى.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أطلق تعبير “الشام الجديد”، لأول مرة خلال زيارته للولايات المتحدة أغسطس الماضي.
وقال حينها إنه يعتزم الدخول في مشروع إستراتيجي يحمل هذا الاسم، مضيفًا أنه مشروع اقتصادي على النسق الأوروبي، يجمع مصر والعراق والأردن.
وفي السياق ذاته يؤكد مراقبون أن المشروع يحمل عدة مكاسب اقتصادية ويقوم على أساس التفاهمات والمصالح الاقتصادية في المقام الأول بين البلاد الثلاث، كما يعتمد على الكتلة البشرية الضخمة لمصر مقابل الثروة النفطية الضخمة التي يمتلكها العراق وتنضم لهما الأردن بحكم موقعها الجغرافي الذي يربط العراق بمصر.
كما أن المشروع يعتمد على ترجيح دول الاعتدال بالمنطقة، في ظل تصاعد وتيرة العنف والتطرف وسط وجود توقعات بشأن عدة مشروعات ضخمة مطروحة بين دول الخليج والشام الجديد ولكنها لم تظهر للعلن بعد.
وتأجلت القمة التي تنعقد الأحد لأكثر من مرةٍ بسبب ظروفٍ داخلية خاصةً في مصر ثم في الأردن.
ومنذ يومين، شهدت بغداد انتشارًا أمنيًا مكثفًا بنشر مركبات عسكرية عند الشوارع العامة، تزامناً مع تلك القمة التي تأتي استكمالا للقمتين السابقتين في القاهرة بمصر والبحر الميت بالأردن. واتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية في الطرق المحيطة بحركة مواكب القادة عبر طريق مطار بغداد الدولي أو في الأماكن التي ستشهد عقد الاجتماعات.