وسط أجواء مشحونة وصراعات دامية ونزوح الآلاف ومقتل العشرات يومياً، انطلقت انتخابات الرئاسة السورية هي الثانية منذ اندلاع النزاع المدمّر قبلَ أكثر من عقد، صباح اليوم، رغم الرفض الأوروبي لها.
وفتحت مقارّ الاقتراع أبوابها في مناطق سيطرة القوات الحكومية بسوريا، الأربعاء، لانتخابات رئاسية من المرجح أن يفوز فيها الرئيس بشار الأسد بولاية رابعة لمدة 7 سنوات إضافية، وسيستمر التصويت حتى الساعة 19:00 (16:00 ت غ) على أن تصدر النتائج خلال 48 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع، فيما نشر التلفزيون السوري لقطات لصفوف طويلة من الناخبين.
ويخوض السباق الرئاسي بشار الأسد، عبر شعار حملته “الأمل بالعمل”، لتسليط الضوء على دوره المقبل في مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما في سدّة الرئاسة.
وينافسه السباق الرئاسي، وزير الدولة السابق عبد الله سلوم عبد وكان نائباً لمرتين، بالإضافة للمحامي محمود مرعي، من معارضة الداخل المقبولة من النظام، الذي شارك مسبقاً في إحدى جولات المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف، والتي اتسمت بالفشل.
وأدلى بشار الأسد وزوجته بصوتهم في مركز الاقتراع بمجلس بلدية دوما في ريف دمشق، حيث أكد أن تواجده في ريف دمشق دليل على وحدة الشعب السوري في مواجهة الإرهاب.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية أن نحو 18 مليون سوري يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية، التي تجرى في مناطق سيطرة حكومة دمشق، التي تبلغ نحو ثلثَيْ مساحة البلاد، بينما لن تشارك المناطق الخاضعة للاحتلال التركي ومرتزقته في شمال غربي سوريا كإدلب وعفرين ورأس العين.
وتم قصر المشاركة في المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، أي حوالي ربع مساحة البلاد، التي يقطن فيها حوالي 11 مليون شخص، ويبلغ عدد المراكز الانتخابية أكثر من 12 ألفاً، باعتبار أن سوريا تعد دائرة انتخابية واحدة، وبالتالي يحق لأي مواطن أن ينتخب في أي مركز انتخابي، داخل محافظته، أو في المحافظة التي يقيم فيها.
فيما وجهت الولايات المتحدة ودول أوروبية انتقادات حادة للانتخابات الرئاسية التي تنظمها الحكومة السورية في مناطق سيطرتها اليوم.
وشددت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا على أن هذه الانتخابات لن تكون “حرة ولا نزيهة”.
وهي الانتقادات التي رد عليها الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم، بقوله إن “الدولة لا تلتفت إلى ما تقوله الدول الغربية عن الانتخابات وإن قيمة تلك الآراء لا تساوي شيئا”.
وخلال يوم الخميس الماضي، أدلي الناخبون السوريون في الخارج بأصواتهم في انتخابات الرئاسة داخل السفارات والبعثات والقنصليات السورية بمختلف دول العالم، حيث دعت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، إلى “المشاركة الواسعة” في الانتخابات الرئاسية، تأكيدا لإرادتهم الحرة وانتمائهم الوطني، والمساهمة في بناء سوريا المتجددة، التي يقرر مستقبلها السوريون وحدهم.
وأدلى المواطنون بأصواتهم في عدة دول عربية، منها “مصر والإمارات والعراق والكويت والبحرين وعمان والجزائر ولبنان والأردن والسودان”، بينما في الدول الأجنبية كانت “فرنسا وروسيا وأستراليا واليابان وماليزيا، والنمسا والسويد وإسبانيا وقبرص والأرجنتين، والهند والصين وإيران وإندونيسيا وأرمينيا”، وغيرهم بالعديد من الدول.