تسعى مصر والإمارات بكل جهدهما إلى دعم فلسطين وأهلها وقطاعاتها المختلفة، لذلك سارعتا بمد يد العون بمختلف أشكالها في ظل الهجمات الأخيرة، التي شهدتها البلاد المحتلة.
وفي اتصال هاتفي، أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أشاد خلاله بوقف إطلاق النار في غزة.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد عن دعم دولة الإمارات للجهود المصرية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مثمنا الجهود المصرية التي أدت إلى وقف إطلاق النار في القطاع والدور الإنساني الهام الذي قام به الرئيس السيسي للتهدئة وحقن دماء المدنيين الأبرياء.
وشدد على أهمية بذل المزيد من الجهود خاصة من قبل القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدا أن دولة الإمارات على استعداد للعمل مع جميع الأطراف للحفاظ على وقف إطلاق النار واستكشاف مسارات جديدة لخفض التصعيد وتحقيق السلام.
كما رحبت دولة الإمارات، في بيانها اليوم لوزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، باتفاق وقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل، وأعربت عن أملها في استمراريته ليسهم في استعادة الهدوء وبناء الثقة بين الأطراف كافة.
ووجهت الإمارات الشكر للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على ندائه من أجل وقف فوري لإطلاق النار ودعوته إلى بدء حوار سياسي وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
فيما أبدت السفيرة لانا نسيبة، وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، عن تعازي دولة الإمارات لأسر جميع الضحايا، وقالت إن أحداث الأسبوعين الماضيين ذكرت بالحاجة الملحة لعقد حوار دبلوماسي يهدف إلى إيجاد حل طويل الأمد لإنهاء الصراع.
وأضافت أن بلادها تعرب عن قلقها البالغ إزاء الممارسات التي تم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني منذ مطلع شهر مايو الجاري في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك في المسجد الأقصى وفي القدس الشرقية المحتلة، والتهجير القسري للعائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال.
وأشارت إلى أهمية امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وقيامها أيضا بحماية المدنيين الفلسطينيين، والكف عن بناء المستوطنات وهدم الممتلكات الفلسطينية في الأرض الفلسطينية المحتلة، ووقف التهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين.
وجددت التأكيد على استعداد دولة الإمارات لدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى الدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط، وتحقيق حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، ومبادرة السلام العربية.
وكشفت عن القلق العميق الذي لا يزال ينتاب دولة الإمارات إزاء التدهور واسع النطاق للأوضاع الإنسانية والاقتصادية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أنها تفاقمت مع تفشي جائحة كوفيد-19، و أكدت الحاجة الملحة للتوصل إلى حل دائم وشددت في هذا السياق على ضرورة تقديم المجتمع الدولي الدعم للشعب الفلسطيني وتوفير اللقاحات والمعدات الطبية اللازمة بشكل عاجل.
وفي فجر الجمعة الماضية، نجحت مصر، في التوصل للتهدئة في القطاع بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد جهود وساطة ضخمة مع أميركا.
وأعلنت مصر نجاح الجهود للتهدئة في القطاع بين إسرائيل والفلسطينيين، مشددة على أن الهدنة متبادَلة ومتزامنة في إسرائيل وغزة، بوقف إطلاق النار في غزة، حيث دخل الاتّفاق الذي توصّلت إليه بوساطة مصرية حيّز التنفيذ في الساعة الثانية من فجر الجمعة بعد 11 يوما من تصعيد عسكري هو الأكبر منذ 2014، حيث لاقى ذلك القرار إشادات دولية واسعة.
ومن ناحيته، ثمّن الرئيس الأميركي جو بايدن دور مصر والدول الأخرى التي ساعدت في التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا: “أعبر عن امتناني الصادق للرئيس المصري وكبار المسؤولين المصريين الذين لعبوا دوراً دبلوماسياً حاسماً، وأثمن مساهمة أطراف أخرى بالمنطقة عملت أيضاً من أجل إنهاء الأعمال العدائية التي أدت لمقتل الكثير من المدنيين بمن فيهم الأطفال، وأعبر عن تعازي الخالصة لكافة الأسر الإسرائيلية والفلسطينية التي فقدت أحباءها وآمل أن يتعافى الجرحى سريعاً”.