في لقاء خاص، تابعه السعوديون والعرب والأجانب، عن قرب، لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مساء اليوم، بثه التلفزيون الرسمي السعودي وأهم شبكات التلفزة العربية، بمناسبة مرور 5 أعوام على إطلاق “رؤية السعودية 2030”.
حاور الإعلامي عبد الله المديفر، عبر برنامجه “الليوان” المذاع على فضائية “روتانا خليجية”، الأمير محمد بن سلمان، الذي تحدث بشفافية عن كل شؤون البلاد ونجاح تنفيذ رؤية المملكة، والعلاقات الخارجية وتطوراتها الأخيرة.
وخلال الحوار، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن رؤية المملكة 2030 سيتم تنفيذ الكثير من أهدافها قبل حلول العام 2030، حيث قدم شرحا مستخلصا عن إنجازات الرؤية في تعدد مصادر دخل المملكة من غير الثروة النفطية، موضحا استعداده لتنفيذ رؤية 2040 والتي ستكون مرحلة المنافسة على مستوى عالمي.
وقال إنه سيتم بيع حصص من أرامكو لمستثمرين أجانب خلال العام أو العامين المقبلين، حيث إن لدى الشركة فرصة لأن تكون من أكبر الشركات الصناعية عالميا، والنقاش حاليا لبيع 1% من أرامكو لأحد المستثمرين الأجانب، مشيرا إلى أن النفط خدم السعودية والمملكة دولة قائمة قبل النفط، الذي لم يزل يشكل جزءا أساسيا من الدخل.
ونفى الأمير محمد بن سلمان الاتجاه لفرض ضرائب على الدخل في المملكة، حيث إن الحد الأقصى لفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 15% لمدة 5 سنوات، وهو قرار مؤقت، موضحا أن من “مصلحتي أن ينمو الوطن السعودي وأن يكون المواطن راضيا” أمام منجزات البرامج الطموحة للرؤية في مختلف القطاعات.
وشدد على أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يستهدف النمو ليصبح صندوقا ضخما، بأكثر من 200% في السنوات الخمس المقبلة، على أن يكون مستقبلا المصروفات لن تتجاوز نسبة 2.5%، وسيكون هو بمثابة نفط جديد للمملكة، فضلا عن مشاريع صندوق الاستثمارات خارج السعودية، لذلك فإن تأسيس صندوق الاستثمارات لشركة “روشن” هدفه توفير مليون وحدة سكنية في المملكة، من أصل 4 ملايين وحدة سكنية مستهدفة.
واستعرض بشكل موضح تفاصيل متصلة بالرؤية التي أطلقتها المملكة عام 2016، أبرزها تطوير سياسات الإسكان، وتطوير سن التشريعات، وضمان رفع مساهمة القطاع الخاص في اقتصاد المملكة، حيث ذكر أرقاما اقتصادية مؤثرة أبرزها تصاعد مؤشر سوق الأسهم السعودية “تداول”، من مستويات 6 و7 آلاف نقطة إلى أكثر من 10 آلاف نقطة في الوقت الحالي، بالإضافة لرفع نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى نسبة 60% بينما كانت قبل الرؤية 47%.
وفيما يخص العلاقات الخارجية، أشار ولي العهد إلى أن المملكة تعتبر الولايات المتحدة شريكا مهما، وهناك توافق سعودي مع إدارة بايدن بنسبة 90%.
فيما وصف إيران بأنها “في الأخير دولة جارة”، مضيفا: “ونريد علاقة طبيعية معها، وأن يكون لها مصالح معنا، لكن إشكاليتنا مع إيران تتمثل بالتصرفات السلبية مثل برنامجها النووي أو دعم الميليشيات الخارجة على القانون، وبرنامج الصواريخ الباليستية، ونعمل مع شركائنا على التعامل مع هذه التحديات”.
وأكد ولي العهد أن المملكة لن تقبل بوجود ميليشيا خارجة على القانون على حدودها، لذلك تستمر المبادرة السعودية، لضمان استقرار المنطقة، والتي ينتظر أن تستجيب لها ميليشيا الحوثي الذي لم يزل له علاقة قوية بالنظام الإيراني، وعليه الرجوع إلى أن يغلب مصلحة اليمن، ويستجيب للشرعية في بلاده، حيث إنه على الحوثيين قبول المبادرة السعودية بوقف إطلاق النار والمشاركة في المحادثات.
وتابع أن “السعودية تعمل مع كل دول العالم”، حيث تهدف إلى: “الحفاظ على شراكتنا الاستراتيجية مع شركائنا في المنطقة وتعزيز تحالفاتنا مع الدول الأخرى وصنع شركات جديدة”، مشددا على: “لا نقبل أي ضغوطات خارجية أو التدخل في شأننا الداخلي”.
وأوضح ولي العهد أن السعودية تعمل مع شركائها في المنطقة والعالم لإيجاد حلول لإشكالياتها مع إيران، وأن “السعودية لا تقبل وجود تنظيم مسلح خارج عن القانون على حدودها”.
وأعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أمس، عن عدة إنجازات استثنائية حققتها وعالجت تحديات هيكلية، في “رؤية السعودية 2030″ خلال 5 أعوام فقط”.
وأبدى الأمير محمد بن سلمان تقديره الشديد لجهود جميع الجهات الحكومية، التي تغلبت على الكثير من التحديات خلال الفترة الماضية، مشيدا بالخبرات المكتسبة التي لا تقدر بثمن، والتي عززت الثقة في تحقيق أهداف الرؤية.
وأوضح ولي العهد السعودي أنه “لا يزال هناك الكثير الذي يتوجب القيام به على مختلف الأصعدة، لاستمرار العمل على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 على النحو المأمول والمطلوب”.
ويأتي ذلك بعد أن استعرض مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ما تم تحقيقه من “رؤية المملكة 2030″ على مدار 5 أعوام منذ إطلاقها، حيث ركزت على تأسيس البنية التحتية التمكينية، وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية ووضع السياسات العامة، وتمكين المبادرات، فيما سيكون تركيزها في مرحلتها التالية على متابعة التنفيذ، ودفع عجلة الإنجاز وتعزيز مشاركة المواطن والقطاع الخاص بشكل أكبر، معتمدة على محاور الرؤية الثلاثة: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح”.
