تعاني لبنان من أزمات طاحنة، بين التخبط السياسي والتدهور الاقتصادي والخلاف بين الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري، ومحاولات حزب الله المدعوم من إيران بالسيطرة على البلاد، لتتفشى المشاكل ويتفاقم الفقر، وسط تنديد دولي ضخم.
وفي هذا السياق، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، ديفيد هيل: إن حزب الله، بدعم من إيران، ينفذ العديد من الأنشطة غير الشرعية التي تعرقل ترسيخ بناء دولة سالمة في لبنان.
وجاءت تلك التصريحات، بعد لقاء مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، ديفيد هيل، بالرئيس اللبناني ميشال عون، في بيروت اليوم، بناء على طلب وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، للتأكيد على التزام الحكومة الأميركية بأزمة لبنان.
كما أكد هيل أن سوء الإدارة في لبنان تسبب في تدهور الأوضاع الحالية التي تشهدها البلاد، موضحا أنه “حان الوقت لتشكيل حكومة توقف الانهيار”.
وأبدى استعداد الولايات المتحدة لمساعدة لبنان سريعا، لتجاوز تلك الأزمات، بشرط أن: “نريد أن نلمس الإصلاحات”، حيث ترى واشنطن أن الشعب اللبناني يعاني لأن القادة فشلوا في معالجة المشاكل الاقتصادية”.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأميركي إلى استعداد واشنطن أيضا بتسهيل المحادثات بين لبنان وإسرائيل بشأن حدودهما البحرية المتنازع عليها مما سيعود بالفائدة على الاقتصاد اللبناني الذي يعاني أزمة شديدة الوطأة.
وطالب القادة اللبنانيين بإظهار “مرونة” لتسريع تشكيل حكومة طال انتظارها وقادرة على تنفيذ إصلاحات اقتصادية ملحة.
وخلال زيارته لبيروت، التقى هيل بمسؤولين وقادة سياسيين بلبنان، حيث عقد جلسات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
وبعد لقائه بري، قال هيل إن: “أميركا وشركاءها الدوليين قلقون جدا إزاء الفشل هنا في المضي في أجندة إصلاحات ضرورية”، مضيفا أن: “أميركا والمجتمع الدولي جاهزان للمساعدة، لكن لا يسعنا القيام بأي شيء من دون شريك لبناني، لقد حان الوقت لمطالبة القادة اللبنانيين بإظهار مرونة كافية لتشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاح جدي وجوهري، هذا هو الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة”.
فيما يرى أن الأزمة الحالية، التي فقدت خلالها الليرة اللبنانية أكثر من 85% من قيمتها أمام الدولار وجعلت أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، هي نتيجة “عقود من سوء الإدارة والفساد وفشل القادة اللبنانيين في وضع مصالح البلاد أولوية”.
وبالأمس، طالب مصرف لبنان المركزي، اليوم الأربعاء، حكومة تصريف الأعمال بسرعة اتخاذ إجراءات للحد من الإنفاق على الدعم، لحماية باقي احتياطيات النقد الأجنبي، معلنا أنه اضطر لبيع دولارات خلال الأشهر الماضية، في محاولة لمنع التضخم، الذي وصل بالفعل 84%، جراء الارتفاع بما يصل إلى 275%.
وشدد المصرف المركزي على أنه من الضروري حماية الاحتياطيات المتبقية، وأنه على الحكومة سرعة اتخاذ الإجراءات العاجلة لحل ذلك.
فيما فقدت العملة اللبنانية ما يصل إلى 90% من قيمتها، ما تسبب في انتشار الجوع وتفاقم الفقر والاضطراب، ليقود لبنان إلى أخطر أزمة يشهدها بيروت منذ حربه الأهلية بين عامي 1975 و1990.