في ظل المساعي التركية لتحسين علاقتها مع دول الجوار والمصالحة لكسر عزلتها الدولية التي انعكست بأضرار بالغة على اقتصادها وأوضاعها الداخلية السياسية، تتخذ مسارا مغايرا أيضا مع سوريا وليبيا.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، عن وجود ترقب بعودة المرتزقة السوريين من ليبيا إلى سوريا، وفقا لأوامر تركية.
ونقل المرصد السوري عن مصادر قولها: إن تركيا أصدرت أوامر للمقاتلين السوريين بالميليشيات الموالية لأنقرة والمتواجدين ضمن الأراضي الليبية، بالاستعداد لتجهيز أمتعتهم وأنفسهم، تمهيدا لعودتهم إلى سوريا.
وسبق أن طالب المجتمع الدولي أنقرة مرارا خلال الأعوام الماضية، سحب مرتزقتها من ليبيا، ولكن تركيا تجاهلت كل الدعوات واستمرت في دعم الميليشيات ونقل المجندين وتوقيع اتفاقيات مخالفة للقوانين مع حكومة الوفاق.
فيما لفت المرصد السوري إلى توقف عودة المرتزقة منذ منتصف شهر نوفمبر ٢٠٢٠، لكن من المرتقب بدء عودتهم خلال الأيام القليلة القادمة.
وتابع: إن أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغت نحو 18 ألف سوري من الذين جندتهم المخابرات التركية، بينهم 350 طفلا دون سن الـ18.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه سبق أن عاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 10750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، بينما وصلت أعداد الجهاديين الذين وصلوا إلى ليبيا، 10000 بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية.
وجاء ذلك في ظل المساعي التركية المتعددة لإعادة العلاقات مع مصر والإمارات والسعودية، حيث كشفت مصادر قبل ساعات عن إصدار حكومة أردوغان أوامر للإخوان بوقف المعاداة للقاهرة عبر فضياتهم، وتهديدهم بالترحيل إذا لم يستجيبوا لتلك التعليمات، فضلا عن وضع عدد من القيادات تحت الإقامة الجبرية.
وتحدث وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قبل ساعات، قائلا: إن بلاده تسعى إلى علاقات جيدة مع كل دول جوارها، بما في ذلك مصر، التي طالما اعتبرت ليبيا عمقا استراتيجيا لها بسبب الحدود الطويلة المشتركة.